Skip to main content

مفاتيح المنازل وحق العودة.. إرث ينتقل من جيل إلى آخر في فلسطين

الخميس 29 فبراير 2024
تكتسب مفاتيح المنازل التي تعرضت للقصف في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة معنى رمزيًا- رويترز

يحتفظ الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بمفاتيح منازلهم المهدمة أو المنهارة ويعتبرونها رمزًا لخسارتهم، في تقليد يضرب بجذوره في التاريخ ويعود للتهجير الجماعي للفلسطينيين عام 1948.

ومعظم سكان غزة لاجئون أو أبناء لاجئين فروا أو طُردوا من منازلهم أثناء نكبة 1948.

وتنتقل مفاتيح المنازل التي فُقدت عام 1948 من جيل إلى جيل في بعض الأسر اللاجئة، تمسكًا بحقّهم في العودة والذي يمثل أحد أهم القضايا الشائكة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

والآن، تكتسب مفاتيح المنازل التي تعرضت للقصف في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، معنى رمزيًا.

وفي هذا السياق، قال حاتم الفراني، الذي لجأ إلى خيمة في رفح بجنوب غزة مع عائلته: "التاريخ يعيد نفسه. جدي حمل المفتاح لأنّه يريد العودة إليه. وأنا اليوم حملت المفتاح على أمل العودة لشقتي إذا كانت لا تزال قائمة".

وأثناء الهدنة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تلقى الفراني صورًا لمنزل أسرته وهو شقة في مبنى سكني كان يقطن فيه مع والديه وأشقائه في مخيم جباليا في شمال غزة. وأظهرت الصور أنّ المبنى تعرّض للتدمير.

وقال الفراني: "اليوم عمري 44 سنة، سأبدأ حياتي من جديد وأبني بيتًا جديدًا".

وسوت الحرب الإسرائيلية الكثير من أنحاء قطاع غزة بالأرض، وأدت إلى تشريد الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فضلًا عن انتشار الجوع والمرض على نطاق واسع.

المفتاح هو الوطن

من جهته، يواجه حسين أبو عمشة الوضع نفسه. ويقيم هو وعائلته في خيمة في رفح. وأثناء الهدنة، تلقّى تسجيلًا مصورًا يظهر فيه منزله في بيت حانون في شمال شرق غزة، وقد تعرض للقصف.

ويُمسك أبو عمشة مفتاحًا معلقًا في حلقة مفاتيح مصنوعة من عملة كُتب عليها "فلسطين"، يقول إنها تعود إلى فترة الانتداب البريطاني قبل النكبة.

يحتفظ الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بمفاتيح منازلهم- رويترز

وقال: "المفتاح يعني لنا الوطن، وبدون وطن لا نعيش ولا مأوى آخر لنا. أتمنى أن أعود ولو إلى خيمة فوق البيت مكان وطننا هناك".

بدوره، يسترجع محمد المجدلاوي الذي نزح من منزله في مخيم الشاطئ في شمال غزة، ذكريات جده وهو يريه مفتاحًا قديمًا ويقصّ عليه ذكرياته عام 1948.

والآن، يخوض المجدلاوي نفسه تجربة مماثلة. وقال: "ماذا كسبت إسرائيل عندما دمّرت منزلي. أولاد العالم يعيشون في رفاه بينما أولادنا يعيشون بذل ويموتون ويمرضون من البرد".

قضية وحلم

وفي الضفة الغربية، حيث تنتشر مخيمات لاجئين تعود إلى عام 1948، يمكن مشاهدة مفاتيح عملاقة في أماكن متفرّقة، وهي جزء من التجسيد الأيقوني للنزوح الذي يفهم جميع الفلسطينيين معناه.

وفي هذا الإطار، قال محمد سعيد مدير المكتب الإعلامي للجنة تدير مخيم قلنديا للاجئين بين القدس ورام الله: "المفتاح يرمز إلى حق العودة، يرمز إلى تمسك اللاجئين بحق العودة إلى بيوتهم التي هجروا منها في سنة 1948".

وأضاف: "المفتاح له دلالات كثيرة، فالقضية ليست قضية مفتاح، المفتاح مادة معدنية تصنعها في أي مكان، لكن بمجرد أن تتمسّك بهذا المفتاح يعني أن لديك حلمًا تسعى لتحقيقه".

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة