أعلن "حزب الله" اليوم الجمعة، استشهاد ثلاثة من عناصره مع احتدام المواجهات الحدودية المستمرة مع الجيش الإسرائيلي جنوبي لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
توازيًا، أوعز الجيش الإسرائيلي بـ"إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان"، بسبب احتمال اندلاع حرب عامة في الشمال، على ما ذكر إعلام إسرائيلي.
وميدانيًا، تشهد الجبهة اللبنانية توترًا عسكريًا لافتًا بعد ليلة ساخنة من الغارات الإسرائيلية التي طالت منازل المواطنين اللبنانيين.
في التفاصيل، نعى "حزب الله" في بيانيات منفصلية اليوم الجمعة عناصره هادي محمود حجازي وفضل عباس كعور وعلي أمين مرجي.
ولفت الإعلام الحربي للحزب إلى أن الشهيدين "ارتقيا على طريق القدس"، في إشارة إلى أنهما قتلا على يد الاحتلال الإسرائيلي خلال العمليات الدائرة في الجنوب اللبناني.
وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لشهداء "حزب الله" منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 236 عنصرًا، فيما استشهد 46 مدنيًا لبنانيًا وجندي في الجيش اللبناني وعنصر في قوى الأمن الداخلي.
خطة عملية برية في لبنان
إلى ذلك، نقلت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي أوعز إلى عميد الاحتياط شيكو تامير، الذي صاغ خطة التوغل إلى غزة بـ"إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان".
وقالت القناة: "بسبب احتمال اندلاع حرب عامة في الشمال، يقوم الجيش الإسرائيلي بإعداد خيار عملية برية في لبنان"، مشيرة إلى أن "لدى تامير خبرة كبيرة في القطاع الشمالي، عندما كان في منصبه الأخير نائبًا لقائد الفيلق الشمالي بالجيش الإسرائيلي".
وأكّدت القناة 13 أن تامير سيقوم بوضع عدد من مخططات التوغل ذات النطاقات المختلفة، بما في ذلك الدخول المحدود، والذي يهدف إلى دفع "حزب الله" إلى مسافة 8 إلى 10 كيلومترات من الحدود.
في المقابل، أوضح الجيش الإسرائيلي الذي لم يعلّق على المعلومات التي أوردتها القناة 13، أن التقارير التي تشير إلى أن 15 مارس/ آذار هو الموعد المحدد لعملية عسكرية إسرائيلية في الجنوب اللبناني "غير صحيحة".
التطورات الميدانية
وعن التطورات الميدانية على الجبهة اللبنانية، نقل مراسل "العربي" من جنوب لبنان علي رباح تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي غارة على أطراف بلدة مجدل زون، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الحمامص جنوبي لبنان.
كذلك، لفت رباح إلى أن هاتين البلدتين بالإضافة إلى برعشيت التي استهدفت أيضًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي ليست على الشريط الحدودي، ما يدل على تصاعد حدّة المواجهات والاستهدافات.
وتم استهداف مجدل زون صباح اليوم الجمعة بغارة جوية طالت منزلًا، فيما لم تشر المعطيات الأولية إلى تسجيل إصابات.
كذلك، استهدف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا وسط بلدة برعشيت وسوّاه بالأرض وفق مراسلنا، في حين تم تسجيل إصابات طفيفة بحسب ما أكّدت مصادر لـ"العربي"، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف سهل مرجعيون وتلة الحمامص.
وأوضح رباح أن "هذه التطورات والسخونة التي شهدتها الجبهة صباح اليوم تأتي بعد ليلة ساخنة شنت خلالها الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات، 5 غارات على وادي العزيّة في القطاع الغربي طالت منازل، إضافة إلى غارة استهدفت بلد الطلّوسي".
كما تطرق مراسل "العربي" إلى وجود اعتقاد في لبنان بأن إسرائيل تعمل على استهداف المنازل على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بشكل ممنهج، خاصة في بلدات القطاع الأوسط والشرقي المتاخمة للحدود مباشرة.