بالموازاة مع حربه المفتوحة على قطاع غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اعتقالات تعسّفية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصًا في الضفة الغربية.
وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في آخر تقرير لها، بأنّ الاحتلال يحتجز معتقلين مرضى وجرحى من قطاع غزة، تواجدوا في مستشفى ميداني في القاعدة العسكرية "سديه تيمان" قرب بئر السبع، حيث يقبعون هناك في ظروف غير إنسانية.
ظروف اعتقال صعبة
وقدّم التقرير تفاصيل مروّعة تُفيد بتكبيل أيديهم وأرجلهم وتعصيب أعينهم، وطحن طعامهم ليتناولوه بمصّاصة أو قشّة، ناهيك عن أنّ الاحتلال يُبقي المعتقلين مجهولي الهوية، ولا أحد يُعرف باسمه فعليًا، كما يعطي للمعالجين رقمًا تشخيصيًا عسكريًا مؤلفًا من خمسة أرقام.
وعزا التقرير إقدام الاحتلال على تحويل المعتقلين المرضى إلى أرقام مع عصب أعينهم، لأسباب ثلاثة تتلخّص في الخوف من تعرّف فلسطينيين على هويات المعالجين ما سيؤدي إلى رفع دعاوى قضائية دولية على إسرائيل، بالإضافة إلى الخوف من اعتداءات عناصر اليمين المتطرف على المعالجين إذا ما تمّ التعرف عليهم.
السجن السري "1391"
وجاء الكشف عن المعطيات في وقت أعلن فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتقال 4 آلاف فلسطيني، وصفهم بيان المكتب بـ"المُخرّبين" ومعظمهم من قطاع غزة.
كما أمر نتنياهو بإعداد أماكن في السجون لآلاف المعتقلين الجدد ضمن حملات اعتقال، تشمل فلسطينيين في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط مخاوف من تصعيد في الضفة الغربية والقدس بحلول شهر رمضان المبارك.
وتنقسم هذه المعتقلات التابعة للاحتلال التي يُطالب نتنياهو بزيادة استيعابها، إلى معسكرات اعتقال وسجون ومعتقلات مركزية، وما يُعرف بالسجن السري "1391" ومراكز تحقيق، وأخرى للتوقيف، وفقًا خريطة نشرتها مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.
غير أنّ هذه الخريطة لا تحتوي على القواعد العسكرية ومعسكرات الاعتقال المستحدثة، التي يُرجّح وجود معتقلين فلسطينيين فيها، والتي ما تزال غير معلنة من قبل الاحتلال.