أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في غزة أمر غير مقبول، داعيًا إلى حمايتهم من الإبادة الجماعية التي يرتكبها في القطاع الفلسطيني.
وقالت منظمة اليونسكو، اليوم السبت: إن الغالبية العظمى من جرائم قتل الصحافيين لا تزال بلا عقاب في العالم، وذلك في تقرير لمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على هذه الجرائم.
وبعث غوتيريش رسالة إلى ندوة دولية للإعلام انطلقت في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، يوم أمس، وذكر خلالها أن الحرب على غزة أكملت عامها الأول الشهر المنصرم، وأن هذه الندوة تقام في ظروف صعبة للغاية بسبب امتداد الانتهاكات إلى لبنان.
"قتل غير مسبوق"
وانتقد غوتيريش استمرار الحظر الإسرائيلي الذي يمنع الصحفيين الدوليين من دخول غزة، مشيرًا إلى أن الصحفيين في القطاع يتعرضون للقتل بمستوى غير مسبوق في أي صراع.
ولفت إلى أن الصحفيين الذين يغطون التطورات في الضفة الغربية المحتلة تعرضوا أيضًا للقتل أو الإصابة على يد جيش الاحتلال، مشددًا على أن هذا الوضع غير مقبول. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى حماية الصحفيين.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أشار أمس، إلى أن عدد الشهداء الصحفيين وصل إلى 183 صحفيًا وصحفية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع، وذلك بعد اغتيال الصحفي بلال محمد رجب، المصور في قناة "القدس اليوم".
من جهة أخرى، نقل تقرير عن المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي قولها إنه "في عامي 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة. في معظم الحالات، لن يُحاسَب أحد على عمليات القتل هذه".
وذكر التقرير أن 85% من جرائم قتل الصحافيين التي أحصتها اليونسكو منذ عام 2006 تُعتبر بلا حل. وفي مواجهة "معدل الإفلات من العقاب" هذا المرتفع جدًا، دعت اليونسكو الدول إلى "زيادة جهودها في شكل كبير".
جرائم وعنف
وعاد التقرير إلى سنتي تم تغطيتهما من قبل المنظمة، وهما (2022-2023)، حيث قُتل 162 صحافيًا، نصفهم تقريبًا كانوا يعملون في بلدان تشهد نزاعات مسلحة.
في عام 2022، كانت المكسيك الدولة التي سجلت أكبر عدد من الجرائم مع 19 حالة، بفارق ضئيل عن أوكرانيا حيث قُتِل 11 صحافيًا في ذلك العام.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2023 "سجلت دولة فلسطين أكبر عدد من جرائم القتل هذه: إذ قُتِل 24 صحافيًا هناك". وتم قبول فلسطين عضوًا كامل العضوية في اليونسكو عام 2011.
وبشكل عام، لفت التقرير إلى "زيادة عدد جرائم القتل في البلدان التي تشهد نزاعات". ووفقًا لليونسكو، فإن مقتل الصحافيين المحليين يمثّل "86% من جرائم القتل المتعلقة بتغطية النزاعات". كذلك، أشارت المنظمة إلى أن "الصحافيين لا يزالون يُقتَلون في منازلهم أو بالقرب منها، ما يعرض عائلاتهم لخطر كبير".
وأضافت اليونسكو أن معظم الصحافيين الذين قُتلوا في مناطق جغرافية أخرى كانوا يغطون "الجريمة المنظمة والفساد"، أو قُتِلوا "في أثناء تغطيتهم تظاهرات".
وقد استُهدِفَت الصحافيات في شكل خاص عام 2022 أكثر من السنوات السابقة. وسجّلت المنظمة عشر جرائم قتل لصحافيات هذا العام وحده.
ومن بين الضحايا الصحافية المكسيكية ماريا غوادالوبي لورديس مالدونادو لوبيز التي قُتلت بالرصاص على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة. كما استشهدت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.