اعترف شاب ثلاثيني بقتل شريكته في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، بسبب علاقة عاطفية كان يقيمها مع عشيقة عبر الإنترنت، اتضح لاحقًا أنها مجرد حساب وهمي، وفق ما أعلنت السلطات القضائية الفرنسية أمس الأربعاء.
وتعمد المتهم بالجريمة قتل شريكته لتحويل العلاقة التي أقامها مع عشيقة له عبر مواقع التواصل "واقعًا ملموسًا"، لكن تبيّن أنها علاقة وهميّة وجزء من عملية احتيال حُدد مركزها في ساحل العاج.
وقائع الجريمة
في 28 يناير الماضي، عُثر على جثة الضحية المولودة عام 1995، وعليها "آثار إصابات في الجذع"، في منزلها في بوسان في شمال فرنسا، بحسب ما أوضح مكتب المدعي العام المحلي.
وكان شريكها الذي أبلغ الدرك قد قال في البداية إنه عثر على جثة شريكته لدى عودته من المخبز، وطرح فرضية مقتلها خلال محاولة سرقة "نظرًا لاختفاء حصّالة نقود" من المنزل، على ما أوضح المدعي العام غيريك لو براس في بيان.
غير أن التحقيق استبعد هذه الفرضية، وأثبت أن الرجل "أقام علاقة عاطفية عبر الإنترنت" مع شخص لم يكن يعرف هويته الحقيقية.
وبحسب صحيفة "لو باريزيان" التي كشفت عن الوقائع، قدّم هذا الشخص نفسه على فيسبوك تحت الملف الشخصي "بياتريس لورو، تاجرة في بريست".
وكانت هذه العشيقة في الواقع شخصية وهمية ابتكرها محتال عاطفي، على ما ورد في البيان الصادر عن النيابة العامة، مضيفًا أن المتهم دفع 2200 يورو لهذا المحتال "الموجود وفقًا للتحقيقات الأولى في ساحل العاج".
وأحيل المشتبه به إلى المحكمة أمس الأربعاء لتوجيه الاتهام إليه، واعترف بأنه تعمّد قتل شريكته على أمل تحويل هذه العلاقة الافتراضية "واقعًا ملموسًا"، على ما جاء في بيان للنيابة العامة.
"أصبحت عائقًا"
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن المتهم عامل في البلدية، وقد ذكر باعترافاته أنه نادم على ارتكابه الجريمة، فيما كانت الضحية تعمل ممرضة في دار للمسنين.
وقال المتهم في معرض اعترافاته إن سبب إقدامه على قتل شريكته، كان لشعوره أنها "أصبحت عائقًا" في وجه علاقته التي كان يقيمها افتراضيًا.
وقد تبيّن أن المتهم قام بتحويل مبلغ قدره 2200 يورو لصاحب الحساب الذي أوهمه بأنه تاجرة فرنسية في مدينة بريست، وفقًا لتحقيقات أولية في ساحل العاج كما أوردت "لوباريزيان".
وتقضي امرأة كل ثلاثة أيام في المعدل في جرائم قتل في فرنسا، حيث أحصت وزارة العدل 94 جريمة قتل نساء عام 2023.