وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، أمام البرلمان المغربي هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي على إسرائيل بأنه "همجي"، واعتبر أن إسرائيل "لها الحق في الدفاع عن نفسها"، وفق قوله.
لكنه قال إن ذلك "لا يبرر سقوط هذا العدد الكارثي من القتلى المدنيين في قطاع غزة"، في إشارة إلى استشهاد أكثر من 42 ألف فلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي.
وقال ماكرون الذي كان يتحدث في خطاب أمام البرلمان المغربي: "هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، كان هجومًا بربريًا فظيعًا ضد إسرائيل وشعبها. هذه الأخيرة لها الحق في الدفاع عن شعبها من الهجوم، وفرنسا فقدت 48 من أبنائها في هذه الحرب، واثنان من مواطنيها لا يزالان أسيرين في غزة، ولكن لا شيء يبرر هذا العدد الكبير الكارثي من القتلى في غزة، والمعاناة التي يعاني منها السكان المدنيون".
وأضاف: "لهذا يجب وقف إطلاق النار في غزة، وفرنسا لم تتوقف عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى، وحماية المدنيين والسماح بالمساعدات الإنسانية للوصول إلى غزة".
وتحدث عن لبنان، وقال: "في لبنان أيضًا يجب وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية"، مضيفًا أن "الحلول الدبلوماسية ممكنة وضرورية وهي التي تدعمها فرنسا لتمكين الشعب الإسرائيلي والفلسطيني واللبناني من تحقيق طموحاتهم في السلام والأمن وعودة جميع المهجرين".
توتر متزايد مع نتنياهو
وكان ماكرون أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوع أن الأمم المتحدة يجب أن تمارس "دورها كاملًا" في جنوب لبنان، لإفساح المجال أمام عودة السكان، منددًا بإجراءات إسرائيل ضد قوات اليونيفيل.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون طلب من نتنياهو "الحفاظ على البنية التحتية وحماية السكان المدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن" في لبنان، لكن نتنياهو أبلغ ماكرون معارضته "وقف إطلاق النار من جانب واحد" مع حزب الله في لبنان. كما قال مكتبه.
وجاءت تصريحات الرجلين في وقت يشدّد فيه ماكرون ضغوطه على إسرائيل للالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وقبل نحو أسبوعين زاد ماكرون من حدّة لهجته تجاه إسرائيل بقوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إنّ "نتنياهو يجب ألا ينسى أنّ بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة"، ليرد عليه نتنياهو بالقول إن "الانتصار" في حرب عام 1948 هو الذي أدى إلى إنشاء دولة إسرائيل وليس صدور قرار من الأمم المتحدة.
منع إسرائيل من المشاركة بمعرض عسكري
كما أعلنت شركة يورونافال المنظمة لمعرض الأسلحة البحرية المقرر أن يقام في باريس بين 4 و7 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل أن الحكومة الفرنسية أبلغتها بأنه غير مسموح للوفود الإسرائيلية بعرض عتاد في المعرض لكن يمكنها الحضور.
ووصف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت القرار بأنه "عار"، واتهم باريس بتنفيذ ما وصفها بالسياسة العدائية تجاه الشعب اليهودي. وقال: إن "تصرفات الرئيس الفرنسي ماكرون وصمة عار للأمة الفرنسية وقيم العالم الحر التي يزعم دعمها".
وأضاف حينها: "فرنسا تعتمد سياسة عدائية تجاه الشعب اليهودي وتنفذها باستمرار. سنواصل الدفاع عن أمتنا في مواجهة الأعداء على سبع جبهات مختلفة، والقتال من أجل مستقبلنا، مع فرنسا أو بدونها".