أعلنت الشرطة في أيسلندا حال الطوارىء مساء السبت، بعد نشاط بركاني ترافق مع قذف حمم من فالق بركاني على شبه جزيرة ريكيانيس في أيسلندا، وذلك للمرة الرابعة منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأظهر مقطع صوّرته طائرة هليكوبتر تابعة لخفر السواحل وعرضته قناة "آر يو في" العامة، صخورًا منصهرة تتدفق من فوهة طويلة على الأرض، بينما تنتشر الحمم على نحو سريع على الجانبين.
وثار البركان آخر مرة في أوائل فبراير/ شباط الماضي، ما أدى إلى انقطاع التدفئة عن أكثر من 20 ألف شخص بعد أن تضرّرت الطرق وخطوط الأنابيب بشدة من تدفقات الحمم البركانية، في حين أدى ثورانه في يناير/ كانون الثاني الماضي إلى تدمير عدة منازل في بلدة لصيد الأسماك.
الأكبر على صعيد الحمم خلال المرات الثلاث
وقال معهد الأرصاد الجوية الأيسلندي في بيان: أنّ ثورانًا بركانيًا بدأ بين ستورا سكوغفل وهاغافل على شبه جزيرة ريكيانيس" في جنوب غرب البلاد، موضحًا أنّ "التقديرات الأولية" التي استندت إلى مشاهد مصوّرة وصور ملتقطة من الجو "تعتبر أنّ هذا الثوران هو الأكبر على صعيد الحمم بين عمليات الثوران الثلاث الأخيرة".
من جهته، أعلن الدفاع المدني الأيسلندي إرسال مروحية لتحديد مكان الشرخ الجديد بدقة، والذي يقدّر طوله بـ2.9 كيلومترات، وفقًا لمعهد الأرصاد الجوية.
وبعيد الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش، وصلت الحمم إلى مسافة حوالي 200 متر من الحواجز التي نُصبت لحماية شرق مدينة غريندافيك الساحلية الصغيرة، وكانت تنتقل بسرعة كيلومتر بالساعة تقريبًا.
كما تتجه الحمم غربًا كما حصل في الثامن من فبراير الماضي.
إجلاء السكان
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى إخلاء موقع البحيرة الزرقاء "بلو لاغون" السياحي الشهير للمياه الجوفية الحرارية، فضلًا عن غريندافيك.
ويُقيم نحو 28 ألف شخص في المنطقة الواقعة في جنوب شبه الجزيرة، وهي من أكثر مناطق أيسلندا تعدادًا للسكان على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة ريكيافيك.
وأخليت غريندافيك في 11 نوفمبر، بعدما ألحقت هزات عدة أضرارًا بالمساكن وتشققات في الطرقات.
وتلا الهزات ثوران بركاني في 18 ديسمبر لم يطل غراندافيك، ومن ثم آخر في 14 يناير الماضي بمحاذاة المدينة مع تدفق الحمم البرتقالية في الشوارع ما أتى على ثلاثة منازل.
وفي الثامن من فبراير، ترافق ثوران بركاني ثالث قرب المدينة مع صهارة بلغت 15 مليون متر مكعب في الساعات السبع الأولى من النشاط.
وتضم أيسلندا 33 بركانًا نشطًا، وهو العدد الأكبر في أوروبا.
ويشهد النشاط المسجل منذ عام 2021 في شبه جزيرة ريكيانيس، على تجدّد الحركة في فالق يسمح بتدفق الصهارة بعد خمود استمر 800 سنة، وفقًا لخبراء في علم البراكين.