لم تسلم القبور التي أقامها الفلسطينيون لدفن جثامين الشهداء في مجمع الشفاء الطبي من اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فقد جرف الاحتلال، أثناء عمليته العسكرية التي استمرت 14 يومًا في المجمع، معظم هذه القبور وأخرج الجثامين منها وظهر على بعضها علامات سحق بجنازير الجرافات العملاقة والآليات العسكرية.
وأمس الإثنين، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من داخل مجمع الشفاء والمناطق المحيطة به، مخلفًا دمارًا هائلًا وكارثة إنسانية ارتكبها على مدار أسبوعين، فضلًا عن إحراق وتدمير مباني المجمع، ومعظم المنازل المحيطة به.
الاحتلال ينبش مقابر الفلسطينيين في مجمع الشفاء
وأظهرت صور بثها "العربي" اليوم الثلاثاء بعض الأهالي وهم ينتشلون جثامين أو ما تبقى من جثامين أبنائهم المتحللة في مجمع الشفاء الطبي.
وأفاد مراسل "العربي" من غزة إسلام بدر، بأنه بعدما نبشت آليات الاحتلال القبور، اضطر الأهالي للحضور سريعًا إلى المجمع من أجل انتشال جثامين أبنائهم مرة أخرى، ودفنها كما يليق بها.
وأوضح أن جثامين الشهداء الموجودة في مجمع الشفاء متحللة بشكل كبير جدًا وأصابها ضرر بانقضاء بمرور الوقت، ونتيجة دوس الاحتلال عليها.
وأضاف مراسل "العربي" أن الأسماء التي كانت موجودة على الجثامين اختفت، ما يصعب على الأهالي التعرف على ذويهم الشهداء.
ولفت إلى أن بعض الأهالي يعتصرهم ألم مضاعف لأن ما تبقى من الجثمان وحتى الرفات لم يجدوه، وسحقته الجرافات بشكل كامل.
وفي حديث لـ"العربي"، قالت سيدة فلسطينية: "هذه أشلاء زوجي مقطعة"، ورددت وهي تجهش بالبكاء "حسبي الله ونعم الوكيل".
وقالت سيدة أخرى إنها متأكدة من أن الجثمان الذي انتشلته يعود إلى أحد أفراد العائلة، وهي سيدة.
وأوضحت أنها تأكدت من ذلك من البطانية التي تغطيها، كما أشارت إلى أنها تعرف أيضًا بالتحديد مكان وجود القبر.
وأمس الإثنين، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الجيش الإسرائيلي بقتل 400 مدني وإخفاء جثثهم في أرضية مجمع الشفاء ومحيطه بمدينة غزة شمال القطاع، واعتقال 300، فيما ظل أكثر من 100 في عداد المفقودين، وذلك على مدار أسبوعين من توغله.
وكشف أن الجيش الإسرائيلي "حاول إخفاء جريمته النكراء بإعدام مئات المدنيين والجرحى والمرضى داخل أسوار المجمع من خلال تغطية الجثامين بأكوام الرمال وتجريفها ودفنها وخلطها بأرضية المجمع".