Skip to main content

"غزة مكان للموت".. أي رسائل إسرائيلية وراء استهداف المنظمات الإغاثية؟

الأربعاء 3 أبريل 2024
اعترف الاحتلال الإسرائيلي بحادثة استهداف الفريق الإغاثي التابع لـ "المطبخ المركزي العالمي" - غيتي

بعد أن قدمت منظمة "ورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي)، غير الحكومية، 37 مليون وجبة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، أوقفت تلك المنظمة عملياتها بشكل فوري في القطاع.

جاء القرار بعد أن أدت غارة إسرائيلية في دير البلح بغزة أمس الإثنين، إلى مقتل سبعة من موظفيها وهم مواطنون من أستراليا وبريطانيا وبولندا.

وكان وفد المنظمة يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين وسيارة تحمل شعار المنظمة، لكنه تعرض للقصف بعد تفريغ أكثر من مئة طن من المساعدات في مستودع بدير البلح، رغم تنسيق التحرك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

اعتراف إسرائيل بـ"الجريمة"

واعترف الاحتلال الإسرائيلي بحادثة استهداف الفريق الإغاثي التابع لـ "المطبخ المركزي العالمي" في دير البلح، مبررًا أنه استهدف أبرياء "دون قصد" في غزة، وأن مثل هذه الأمور تحدث في الحرب، كما قدم الجيش الإسرائيلي التعازي لرئيس المنظمة ووعد بأنه سيتم التحقيق في الحادث.

وهذا الاستهداف لم يكن الأول من نوعه لإسرائيل، فقد استهدفت في السابق المنظمات الإنسانية، أو شن غارات على رؤوس المدنيين أثناء تلقي المساعدات.

قتل سبعة من موظفي "ورلد سنترال كيتشن" بغارة إسرائيلية في وسط قطاع غزة أمس الإثنين - غيتي

وطلبت لندن توضحيًا من إسرائيل ودعا الاتحاد الأوروبي لفتح تحقيق في الحادثة، كما أكدت وكالة "الأونروا" أن أكثر من مئة منظمة إنسانية استهدفت بنيران الاحتلال الإسرائيلي مطالبة بالتحقيق في ذلك.

"مكان للموت"

وفي هذا السياق، يقول عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا، "لقد قتل في غزة أكثر من 176 من موظفي الأونروا على يد إسرائيل وعقب ذلك قدمت إسرائيل توليفة من التبريرات".

ويضيف أبو حسنة في حديث إلى "العربي" من رفح، أن "ما حدث هو أن عمال إغاثة كانوا يقدمون مساعدات رغم حديث إسرائيل عن رغبتها في وجود منظمات غير الأونروا تقدم المساعدات".

ويعتبر أن "إسرائيل لها رسائل متعددة لاستهداف منشآت أممية أو منظمات إغاثية بغزة، وما يحدث مخيف ويصيب بالذعر العاملين بمجال الإغاثة بمعنى من هو المستهدف التالي؟".

واستدرك قائلًا: "حجم السلاح المستخدم من قبل إسرائيل بغزة يريد أن يبعث برسالة بأن غزة هي مكان للموت ويجب أن لا يكون فيه مكان للحياة".

وذهب أبو حسنة للقول: "أمام ما يحدث فإنه في حال اجتياح إسرائيل لرفح فإنه سوف نشهد انهيارًا لمنظومة العمل الإنساني".

ضرورة التحرك الدولي

بدوره، يرى الباحث في العلاقات الدولية أحمد عجاج أنّ إسرائيل "لا تريد أن يحصل أهالي غزة على أي من المساعدات".

ويقول في حديث إلى "العربي" من لندن: إن "إسرائيل لا تقيم وزنًا لحياة الإنسان ولا للمواثيق الدولية، ولهذا ما قاله نتنياهو يكذبه الواقع رغم تعاون المنظمة مع إسرائيل ووضعت علمًا لها للدلالة على عملها الإنساني في غزة".

ويضيف أن "إسرائيل تخطت كل الحدود واستهدفت المنظمة بشكل مباشر وسط صمت دولي من دول وازنة".

ويعتبر عجاج أن "الجميع يجب أن يتحرك بسرعة لكون إسرائيل خرجت من دائرة العقاب، لأن الموضوع يتعلق بكيفية الوثوق بالمعاهدات الدولية وأنها تحمي الإنسان من إسرائيل".

ويلمح عجاج إلى أن "الموقف الأميركي يتسق مع الدعم العسكري لإسرائيل، والآن هو يضعهم في موقف حرج، وخاصة إذا ما أردنا المقارنة بالتحرك الذي حدث في أوكرانيا المختلف عما يحدث الآن في غزة".

وتابع قائلًا: "بريطانيا في ظل الحكومة الحالية لن يتغير موقفها تجاه إسرائيل، لكن مع حكومة العمال والتي من المحتمل أن تتسلم السلطة فإنه يمكن أن يتغير الموقف والذي يدعو لوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية سريعة في غزة بسبب الضغوط الشعبية والاستقالات الجماعية في حزب العمال".

"قانون دولي مكبل"

من جانبه، يقول بول مرقص، أستاذ القانون الدولي: "إننا في غزة لسنا أمام طرفي نزاع متكافئين في القوة، بل ما يحدث هو وجود طائرات استطلاع تقوم القوات الإسرائيلية بتشغيلها وتنفيذ غارات دقيقة رغم وجود تنسيق مسبق بين المنظمات الإنسانية وإسرائيل".

ويضيف مرقص في حديثه إلى "العربي" من بيروت: "يمكن الاستناد إلى ما حدث في غزة ضد أي دعاوى ضد إسرائيل، ولكن المشكلة تكمن في تفعيل المحكمة الجنائية الدولية وفقًا لاختصاصها، حيث أنها قادرة على محاكمة الأفراد".

ونوه مرقص إلى أن "المحكمة الجنائية الدولية محدودة الآن، ويظل تنفيذ أحكامها أمرًا صعبًا حاليًا بسبب تحكم مجلس الأمن الدولي بها، حيث يسيطر عليها الدول الخمس الكبرى الدائمة الأعضاء والقادرة على منع أي قرار يدعو إلى العدالة".

المصادر:
العربي
شارك القصة