ما السر وراء تصعيد لهجة الخطاب الغربي تجاه إسرائيل؟
اتخذت الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى في مقدمها بريطانيا وألمانيا، موقفًا يُعدّ الأكثر وضوحًا وحدّة تجاه إسرائيل.
فقد مرت ستة أشهر من الحرب والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بأسلحة أميركية وأوروبية لا تخفيها لا أميركا ولا بريطانيا ولا أي دولة تمدّ بها إسرائيل.
وفور بدء الحرب، تحرّكت حاملات طائرات إلى إسرائيل ومدّت جسرًا جويًا وبحريًا من العتاد والذخائر، مع استخدام حقّ النقض في مجلس الأمن مرات عديدة لتعطيل قرارات إدانتها ووقف الحرب، واستهداف محدود للمظاهرات المناهضة لإسرائيل على أراضي تلك البلاد، وإصرار على مواصلة الحرب بنفس القدر الذي تُصرّ عليه إسرائيل.
واستشهد خلال هذه المدة أكثر من 33 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، ودُمّرت غزة كلها تقريبًا، وتسبّب الحصار الإسرائيلي في مجاعة حقيقة في شمال القطاع. ولم يشفع كل هذا لتغيير أي من مواقف تلك الدول.
تغيير درامي
لكنّ تغييرًا دراميًا في مواقف تلك الدول حدث فجأة، حيث اتخذت لهجة جادة في تحذير إسرائيل.
فالرئيس الأميركي جو بايدن الداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلي، هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، ووجّه له تحذيرًا شديد اللهجة بأنّ سياسة جيشه يجب أن تكون أكثر حذرًا، وأن تعمل على تحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين في القطاع.
بعد بايدن، حذّر جون كيربي أكثر المدافعين عن إسرائيل في الإدارة الأميركية، من أنّ بلاده قد تغيّر سياستها تجاه الاحتلال إذا لم يكن هناك تعديل في سلوكهم.
كما هدّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نتنياهو باعتبار إسرائيل دولة منتهكة للقانون الدولي.
وجاءت هذه التصريحات في إطار الردّ على قتل إسرائيل موظفين يعملون في منظمة "المطبخ العالمي" بينهم ثلاثة بريطانيين.
وبرّر جيش الاحتلال استهداف عمال "المطبخ العالمي" بأنّه "ناتج عن خلل فني وخطأ في التحديد واتخاذ القرار بشكل مخالف لأوامر إطلاق النار".
واستجابة للضغوط الغربية، أعلنت إسرائيل السماح بدخول شاحنات مساعدات يومية عبر معبر إيريز، وقامت بتنحية قائدين عسكريين.
استهجان على مواقع التواصل
فكيف استقبل روّاد مواقع التواصل هذه التصريحات ذات النبرة المختلفة تجاه الاحتلال؟
قال شادي: "أمر عادي أن يُقتل أربعون ألف غزي معظمهم أطفال ونساء في غزة خلال 6 شهور، بينما جنود الاحتلال يصوّرون أنفسهم خلال ارتكابهم جرائم حرب ويرقصون ويغنون ويضحكون وينشرون الفيديوات على التيك توك يوميًا. لكن لا يُمكن السكوت أبدًا عن مقتل ستة مواطنين غربيين".
أما عبده فكتب: "لو أرادوا سحق رأس نتنياهو وأمره بوقف الحرب، لاستجاب صاغرًا. لكن أميركا لم تفعل، ولم تأذن حتى اللحظة بوقف الحرب، ولن تسمح بسهولة، لماذا؟ لأن قرصة الأذن هي المطلوبة. لكن قرصة الأذن لا تعني وقف الحرب، بل تعني أنّه مسموح لك بقتل العربي فقط. أما الغربي، فحقه برقابكم".
بدورها، كتبت إيمان: "بعد السابع من أكتوبر، اتضح لنا أنّ حقوق الإنسان للجميع ماعدا الإنسان العربي. نحن لا شيء!".
من جهته، قال مهند: "أنا في حالة لا توصف من الغضب والهوان الذي وصلنا له كبشر محكوم عليهم أن تكون حياتهم في نظر الآخرين بلا قيمة، وفي نظر الفاعلين منا بلا قيمة".