يحلّ عيد الفطر المبارك هذا العام في خضم استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي مضى عليه أكثر من ستة أشهر.
هذا الواقع، أدى إلى تدهور النشاط التجاري في عدد من الدول العربية التي كانت أسواقها تنتعش خلال فترة الأعياد، وذلك بسبب تراجع القوة الشرائية لمواطني هذه البلدان، أو بفعل تعاطفهم الإنساني مع أهالي القطاع الذين يواجهون يوميًا آلة القتل الإسرائيلية.
استهداف الحجر والبشر في غزة
ففي غزة، من غير المنطقي الحديث عن نشاط تجاري يسبق حلول عيد الفطر أو يواكبه، ذلك أن العدوان الإسرائيلي جاء على الحجر والبشر في القطاع الذي فقد معظم قدراته الاقتصادية بعد تدمير الأسواق والمنشآت.
واستشهد في غزة منذ بداية العدوان يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نحو 34 ألف فلسطيني.
ركود غير مسبوق في الضفة
بدورها، شهدت الأسواق في الضفة الغربية ركودًا غير مسبوق، في ظل تضامن المواطنين مع أهالي غزة، وعلى ضوء تعطل أعمال عشرات الآلاف منهم، ممن فقدوا أعمالهم داخل الخط الأخضر.
فقد وقف أهالي الضفة الغربية مع نظرائهم في غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية منذ 7 أكتوبر، إلى جانب فقدان كثير منهم مصادر دخلهم نتيجة العدوان الشامل الذي يشنه الاحتلال.
تراجع تجهيزات العيد بالأردن
ولا يبدو الحال مختلفًا في الأردن، إذ قدّر محمد العفوري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة إربد تراجع تجهيزات مواطني المدينة الشمالية لهذا العيد، مقارنة بسابقه بواقع 80%.
وأبرز أسباب ذلك الحرب على غزة، بينما تستمر المظاهرات المناصرة للقطاع في العاصمة عمان، منذ منتصف شهر رمضان المبارك.
أزمات متلاحقة في لبنان
أما في لبنان المبتلى بتلاحق الأزمات الاقتصادية، فإن الركود التجاري ما زال مستمرًا، وهو ما يترجم توقعات البنك الدولي التي ذهبت إلى انكماش الناتج المحلي لبلاد الأرز هذا العام.
ويأتي ذلك، على وقع تراجع نشاط السياحة، المرتبط بالتطورات الأمنية المتلاحقة في الشرق الأوسط.
ارتفاع مستمر بالأسعار في سوريا
وفي سوريا التي يعاني فيها السكان من ضعف المداخيل، فقد خيم الركود على متاجر بيع الحلويات والألبسة الجاهزة، التي ارتفعت أسعارها بواقع الضعف على مدار عام.
فمن أسباب جنون الأسعار ارتفاع تكاليف الشحن، الناتجة جزئيًا عن الواقع الأمني في البحر الأحمر.
تراجع عوائد قناة السويس
هذا وتراجعت عوائد مصر من قناة السويس بواقع 50% منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما أحجمت الكثير من الأسر المصرية هذا العام عن ابتياع مستلزمات العيد.
ويأتي ذلك، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجههم، والتي يبرز منها ضعف مداخيلهم.