أفرجت سلطات الاحتلال اليوم الإثنين عن أسرى اعتقلوا من مختلف مدن قطاع غزة وعددهم 150 أسيرًا، بحسب الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن الاحتلال أفرج أيضًا عن اثنين من طواقم إسعاف الجمعية بعد اعتقال دام 50 يومًا، بينما نُقل 7 فلسطينيين أفرج عنهم صباح اليوم إلى مستشفى النجار في رفح لتلقي العلاج، بسبب حالتهم الصحية السيئة.
"رحلة العذاب"
ويروي أسرى غزيون في حديث لـ"العربي" عن ظروف اعتقالهم ومعاناتهم.
ويقول أحد الأسرى المفرج عنهم: "طُلب منا التوجه إلى منطقة آمنة فذهبنا إلى مدرسة حيث مكثنا 25 يومًا".
وهناك فوجئ النازحون بدبابات الجيش الإسرائيلي تحيط بالمدرسة، وتطلب من النازحين الخروج لتعتقل بعضهم.
ويضيف الرجل: "أخذوني" ويمضي شارحًا تفاصيل ما وصفه "برحلة العذاب"، حيث يقول: "نُقلنا في عربة شحن وتعرضنا للضرب والإهانة ثم للتحقيق"، مشيرًا إلى أن ظروف الاعتقال صعبة جدًا "فالداخل مفقود والخارج مولود".
ويؤكد أن من يتم اعتقاله لا يعرف متى سيخرج، مردفًا: "عندما أذيع اسمي لم أصدق إلّا بعد خروجي من المعتقل". وذكر أن الاحتلال يعتقل شبانًا في سن العشرين ومسنين، ويعامل الجميع معاملة واحدة.
بدوره، يروي طفل فلسطيني أفرج الاحتلال عنه اليوم، أنه كان في طريقه إلى بيت حانون للحصول على بعض الخضار، فاقتربت منه عربات الاحتلال وأطلقت عليه النار واعتقلته 15 يومًا.
وفي حديث لـ"العربي"، يروي شاب فلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلته من مدينة حمد برفقة والده وشقيقه وخاله وابنه.
ويقول: "عذوبونا وضربونا في غرفة في القدس وتعرضنا لصعق بالكهرباء وهاجمتنا الكلاب، وأمضينا أيامًا بلا طعام قبل أن نُنقل إلى النقب في اليوم التالي، حيث تعرضنا هناك أيضًا للضرب والتعذيب".
ويستذكر كيف قتل الاحتلال خاله أمام عينيه نتيجة التعذيب أثناء التحقيق معه.
سجون الاحتلال أفظع من أبو غريب وغوانتانامو
من جهته، يؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أن الجريمة بحق كل من يعتقلهم الاحتلال مستمرة ولم تتوقف، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية قائمة طويلة من الإجراءات القمعية متجاهلة القانون الدولي والاتفاقات الدولية.
ويقول في حديث إلى "العربي" من رام الله: "إن إسرائيل تتصرف كعصابة وتتصرف مع الأسرى وكأنهم ليسوا بشرًا، متجاهلة كونها عضوًا في الأمم المتحدة وعليها التزامات".
وفيما يشير إلى أن قطاع غزة يتعرض لإبادة جماعية، يوضح أن الأسرى من القطاع يتعرضون بشكل خاص لسياسات إجرامية.
ويلفت إلى أن صحيفة "هآرتس" كانت قد أشارت إلى استشهاد 27 أسيرًا من قطاع غزة، فيما أصيب المئات. ويتحدث عن تقارير أفادت ببتر أطراف عدد من الأسرى جراء تقييدهم لأيام.
ويضيف فارس أن "ما يحدث في السجون الإسرائيلية أبشع وأفظع مما حدث في سجنَي أبو غريب وغوانتانامو"، معتبرًا أن إسرائيل تواصل ممارساتها بسبب غياب أي ضغط دولي.