الأحد 17 نوفمبر / November 2024

هلع شديد من زيادة الوزن.. كيف يصبح فقدان الشهية "قاتلاً"؟

هلع شديد من زيادة الوزن.. كيف يصبح فقدان الشهية "قاتلاً"؟
الأحد 21 أبريل 2024

شارك القصة

من أكبر التحديات التي تواجه مرضى فقدان الشهية أنهم لا يعتبرون الأمر مشكلة مرضية بل نمط حياة - غيتي
من أكبر التحديات التي تواجه مرضى فقدان الشهية أنهم لا يعتبرون الأمر مشكلة مرضية بل نمط حياة - غيتي

يربط البعض فقدان الشهية بعدم الرغبة في تناول الطعام، ويعزوه البعض إلى هاجس خفض الوزن الذي يسيطر على العقول، لكنّ كثيرين لا يعرفون أنّ هذا المصطلح الطبي يشير إلى مرض قد يكون "قاتلاً" في بعض الحالات.

فبحسب التعريف الطبّي، يُعَدّ فقدان الشهية العصبي، أو فقدان الشهية، اضطرابًا في الأكل يتميز عادةً بانخفاض حاد وغير طبيعي في وزن الجسم، وهلع شديد من زيادة الوزن، وإدراك مغلوط للوزن.

ويشبه فقدان الشهية اضطرابات الأكل الأخرى، لكن يمكن أن يكون من الصعب التغلب عليه، خصوصًا أنّ الشخص يستمرّ في الخوف من زيادة الوزن، بغضّ النظر عن مقدار الوزن الذي فقده.

ومع ذلك، فإنّ العلاج قد يُكسِب الشخص إحساسًا أفضل ويساعد على العودة إلى عادات الأكل الصحية ويجنّب المضاعفات الخطرة لفقدان الشهية.

يستمرّ المصاب بفقدان الشهية في الخوف من زيادة الوزن، بغضّ النظر عن مقدار الوزن الذي فقده - غيتي
يستمرّ المصاب بفقدان الشهية في الخوف من زيادة الوزن، بغضّ النظر عن مقدار الوزن الذي فقده - غيتي

أعراض فقدان الشهية

بالنسبة لأهم أعراض فقدان الشهية، فتشمل على سبيل المثال لا الحصر:

  • فقدان الوزن الحاد؛
  • مظهر نحيل؛
  • تعداد الدم غير الطبيعي؛
  • تعب وأرق؛
  • دوار أو إغماء؛
  • تلوّن الأصابع باللون الأزرق؛
  • الشعر الخفيف أو المتكسّر أو المتساقط؛
  • شعر ناعم ورقيق يغطّي الجسم؛
  • انقطاع الحيض؛
  • إمساك وآلام في البطن؛
  • جلد جاف يميل إلى الاصفرار؛
  • عدم تحمّل البرد؛
  • عدم انتظام ضربات القلب؛
  • ضغط دم منخفض؛
  • الجفاف؛
  • تورّم في الذراعين أو الساقين؛
  • تآكل الأسنان وخشونة مفاصل الأصابع بسبب التقيؤ المستمرّ.
قد يُكسِب العلاج الشخص إحساسًا أفضل ويجنّب المضاعفات الخطرة لفقدان الشهية - غيتي
قد يُكسِب العلاج الشخص إحساسًا أفضل ويجنّب المضاعفات الخطرة لفقدان الشهية - غيتي

مشكلة نفسية وأفكار "انتحارية"

تؤكد الدراسات على أهمية التدخل العلاجي في حالات مرض فقدان الشهية، والتعامل بجدية مع الأعراض السالفة الذكر، خصوصًا أنّ الكثير من المرضى لا يعترفون أساسًا بإصابتهم، ما يتطلب مجهودًا مضاعفًا لإقناعهم بذلك.

وبالحديث عن خطورة المرض في حال عدم التشخيص والعلاج من المراحل الأولى، تشير استشارية الطب النفسي الدكتورة عبير محمود عيسى إلى أنّ المرض قد يصل بالشخص المصاب به إلى مرحلة شديدة، تسيطر عليه فيها الأفكار "الانتحارية".

وتؤكد عيسى في حديث إلى برنامج "صحتك" عبر "العربي 2"، أهمية الذهاب إلى الطبيب النفسي بسرعة وتشخيص المرض، مشدّدة على أنّ هذه الخطوة ضرورية جدًا من أجل تعافي المريض بسرعة، وبالحد الأدنى تقليل الأعراض الجانبية.

وفي السياق نفسه، تلفت إلى أهمية التدخل في المراحل الأولى من المرض في سبيل تجنب العواقب السلبية نتيجة تدهور الحالة النفسية للمريض.

وبالحديث عن أسباب المرض، تتحدث الطبيبة المتخصّصة عن مزيج من عوامل عدّة، منها العامل الوراثي كوجود مرض نفسي لدى أقارب الدرجة الأولى في العائلة، وكذلك إصابتهم بالسمنة. ولا تقلّل من شأن التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا مع ظاهرة التنمّر من أصحاب الوزن الزائد، فضلاً عن ظهور المؤثرات والعارضات اللواتي يدعمن النحافة الزائدة.

وفيما تشير إلى ان كل هذه العوامل تؤدي إلى سيطرة التفكير السلبي على المريض، بحيث لا يتقبل شكله، تلفت إلى أنّ المعضلة الأساسية تبقى في عدم اعتراف معظم المرضى بأنّهم مصابون بداء فقدان الشهية.

وفي هذا السياق، تلفت إلى مجهود كبير يُبذَل لإقناع المرضى بأنّ لديهم مشكلة مرضية، وأن الأمر ليس مجرد نوبة اكتئاب أو قلق، وبالتالي لدفعهم إلى قبول العلاج والانتظام على الجلسات النفسية والسلوكية حتى يتعافوا ويتجاوزوا المشكل

مضاعفات فقدان الشهية.. "مرض قاتل"

عمومًا، فإنّ الثابت أنّ مضاعفات متعددة قد تنتج عن فقدان الشهية الذي يمكن أن يكون قاتلاً، وقد تحدث الوفاة فجأة حتى وإن لم يفقد الشخص الوزن بشدّة.

وقد ينتج من اضطراب نظام القلب أو من خلل الشوارد الكهربائية أو نقص الأملاح ومنها الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم التي تحافظ على اتزان السوائل في الجسم.

ومن أبرز المضاعفات الأخرى لفقدان الشهية:

  • فقر الدم؛
  • مشاكل في القلب منها تدلي الصمام المترالي واضطراب نظام القلب أو فشل القلب؛
  • هشاشة العظم؛
  • فقدان العضلات؛
  • غياب الطمث لدى الإناث؛
  • انخفاض هرمون التستوسترون لدى الذكور؛
  • مشكلات الجهاز الهضمي مثل الإمساك والانتفاخ والغثيان؛
  • خلل الشوارد الكهربائية منها انخفاض البوتاسيوم والصوديوم والكلور في الدم؛
  • مشاكل في الكلى.

يبقى أنّ من أكبر التحديات التي تواجه مرضى فقدان الشهية العصابي أنهم لا يعتبرون أنهم يحتاجون إلى علاج، بل لا يرون فقدان الشهية مشكلة مرضية بل نمط حياة.

وفي مطلق الأحوال، يمكن لمرضى فقدان الشهية العصابي التعافي ولكن الانتكاسة محتملة خصوصًا خلال فترات الضغط.

المصادر:
العربي

الدلالات

Close