استقبل طلاب في جامعة كولومبيا رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون بصيحات الاستهجان أمس الأربعاء خلال زيارته للمكان، الذي أجّج شرارة المظاهرات الطلابية على مستوى البلاد رفضًا للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال جونسون إن هدف زيارته هو دعم الطلاب اليهود، الذين زعم أنهم "يتعرضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل"، وفق قوله.
وجاءت زيارته بعد وقت قصير من تمديد الجامعة الموعد النهائي للتوصل لاتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج من صباح أمس الأربعاء إلى صباح غد الجمعة. وأصبح المخيم رمزًا للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أميركية.
ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من الحديث، لكن كان من الصعب سماعه لأنه كان يتحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت.
ودعا جونسون من على درج مكتبة الجامعة، إلى اعتقال المتظاهرين، مهددًا بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات "التي تفشل في فرض النظام".
طلاب جامعة كولومبيا يواصلون احتجاجهم
ويشير مراسل "العربي" من جامعة كولومبيا بنيويورك عبد الرحمن البرديسي، إلى أن الطلاب يواصلون احتجاجهم للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وسحب الاستثمارات الخاصة بجامعتهم مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفيما أعطت إدارة الجامعة الطلاب مهلة 48 ساعة لفك المخيم الاحتجاجي، إلا أن الطلاب يؤكدون أنهم لن ينهوا هذا الاعتصام قبل وصول رسالة واضحة من الإدارة تؤكد فيها وقف جميع علاقات الجامعة مع إسرائيل، وسحب استثماراتها مع الشركات الأميركية التي تورد الأسلحة لإسرائيل.
وبحسب مراسلنا، يشارك في الاعتصام طلاب من معظم أطياف المجتمع الأميركي: البيض والسود والآسيوين والعرب المسلمون والمسيحيون إضافة إلى اليهود.
تدخل الشرطة لفض الاحتجاجات الطلابية
ويقف عناصر من شرطة نيويورك خارج أسوار جامعة كولومبيا، فيما استولت شرطة مكافحة الإرهاب على مبنى داخلها كان مخصصًا لتأدية الطلاب المسلمين صلاتهم فيه.
كما هدّدت إدارة الجامعة باقتحام أفراد الحرس الوطني، وهو ما استفز المعتصمين.
وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة.
ففي ولاية تكساس، فرّقت قوات دورية الطرق السريعة المزودة بمعدات مكافحة الشغب بدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول احتجاجًا في جامعة تكساس بأوستن، واعتقلت 20 شخصًا أمس الأربعاء.
كما أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من قسم شرطة لوس أنجلوس فض المظاهرة.
وقبضت الشرطة على عدد من الطلاب. وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعي مخيم الاحتجاج وطلبت المساعدة من شرطة لوس أنجلوس لمواجهة الطلاب.
وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة رفضًا للعدوان الإسرائيلي على غزة؛ منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس، وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.