تجدّدت الاشتباكات بين الشرطة الأميركية والطلاب المعارضين للعدوان الإسرائيلي على غزة أمس الخميس، مما أثار تساؤلات حول الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات التي زادت منذ اعتقال العشرات في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي.
ويقول نشطاء إنه على مدار اليومين الماضيين، استخدمت سلطات إنفاذ القانون، بناء على طلب من إدارات الكليات، مسدسات الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا، بينما فرق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويمتطون الخيول المظاهرات في جامعة تكساس بأوستن.
وأسقط الادعاء أمس الخميس التهم الموجهة ضد 46 من بين 60 شخصًا تم احتجازهم من جامعة تكساس، وأرجع القرار إلى "أوجه القصور في إفادات السبب المحتمل".
استمرار الاعتصام في جامعة كولومبيا
وفي كولومبيا مركز الحركة الاحتجاجية، وصل مسؤولو الجامعة إلى طريق مسدود مع الطلاب بشأن إزالة مخيم أقيم قبل أسبوعين احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأمهل مسؤولو جامعة كولومبيا المحتجين حتى الساعة الرابعة صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي، للتوصل إلى اتفاق لتفكيك عشرات الخيام التي أقيمت في حرم الجامعة بمدينة نيويورك.
وحاولت الجامعة بالفعل فض الاحتجاج بالقوة. ففي 18 أبريل/ نيسان، أقدمت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق على خطوة استثنائية بدعوتها شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، مما أثار غضب الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجماعات حقوق الإنسان.
واعتُقل أكثر من 100 شخص وأُزيلت الخيام من الحديقة الرئيسية بالجامعة. لكن بعد أيام قليلة، عاد المخيم إلى مكانه السابق.
ويبدو أن جامعات أخرى عازمة على منع تنظيم مظاهرات مماثلة تستمر لفترة طويلة، واختارت الاستعانة بالشرطة لتفريقها بسرعة، وفي بعض الحالات، بالقوة.
اعتقال أكثر من 500 طالب
وفي الأيام الماضية، اعتقلت السلطات ما يقرب من 550 شخصًا من الجامعات الأميركية الرئيسية فيما يتعلق بالاحتجاجات على حرب غزة، وفقًا لإحصاء رويترز.
وقالت جامعة "إيموري": إن الشرطة اعتقلت 28 شخصًا في حرمها الجامعي بعد أن بدأ المتظاهرون في نصب خيمة في محاولة لمحاكاة رمز الحراك الحالي بجامعة كولومبيا وغيرها.
وأظهر مقطع مصور مشاهد اعتقال الشرطة الأميركية لرئيسة قسم الفلسفة بجامعة "إيموري"، خلال اعتصام طلابي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال الفرع المحلي لمنظمة "صوت يهودي من أجل السلام": إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والصعق الكهربائي لتفريق المظاهرة واحتجزت بعض المتظاهرين.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة أميركية اشتباكًا بين الشرطة وبعض المتظاهرين، واستخدم الشرطيون خلاله مسدس صعق على ما يبدو للسيطرة على شخص فيما تصارع آخرون مع متظاهرين على الأرض قبل اقتيادهم بعيدًا.
وأثار مكتب الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا تساؤلات حول ما وصفه بأنه "استخدام واضح للقوة المفرطة" ضد أشخاص يمارسون حرية التعبير، مؤكدًا أنه "يجب اعتبار استخدام القوة ملاذًا أخيرًا فقط ويجب أن يكون متناسبًا مع التهديد القائم".
وفي مشهد مماثل، اقتحم أفراد الشرطة مخيمًا أقيم حديثًا في جامعة برينستون بولاية نيوجيرزي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأفادت وسائل الإعلام والسلطات بإزالة شرطة بوسطن معسكرًا مؤيدًا للفلسطينيين، أقامه طلاب إيمرسون كوليدج واعتقال أكثر من 100 شخص.
تحرك داعم لفلسطين في جامعة جورج واشنطن
كما شارك مئات المتظاهرين في الاعتصام الداعم لفلسطين في جامعة جورج واشنطن. وأشارت مراسلة "العربي" في الجامعة ريما أبو حمدية، إلى أن طلاب من جامعات مختلفة حضروا للانضمام إلى الاعتصام الذي نُظم في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية.
وهتف المتظاهرون بالحرية لفلسطين ووقف الاعتداءات على قطاع غزة. ونصبوا عدة خيام لمواصلة اعتصامهم إلى حين تحقيق مطالبهم.
وبحسب أبو حمدية، يشير الطلاب إلى أن مظاهراتهم جاءت ردًا على استخدام العنف الذي استخدم ضد الطلاب، وردًا على الدعاية الأميركية الداعمة لإسرائيل والتي لم تقنعهم، حيث يعتبرون أن الولايات المتحدة تواصل دعمها لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية وأنها صمتت مقابل كل الخروق التي ارتكبتها إسرائيل.
وأشعلت المظاهرات الطلابية جدًلا في الشارع الأميركي بشأن حرية التعبير مقابل استخدام القوة من الشرطة في الجامعات.
إلغاء حفل التخرج الرئيسي بجامعة جنوب كاليفورنيا
وفي جامعة جنوب كاليفورنيا حيث ألقي القبض على 93 شخصًا يوم الأربعاء، أعلنت الإدارة إلغاء حفل التخرج الرئيسي المقرر في 10 مايو/ أيار. وأشارت إلى أن الإجراءات الأمنية المفروضة حديثًا ستؤخر كثيرًا دخول الحضور.
وقد جاء هذا القرار بعد أسبوع واحد من إلغاء خطاب التخرج، الذي كانت ستلقيه طالبة مسلمة، عزت الإجراء ضدها إلى الكراهية المناهضة للفلسطينيين.
