استشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي مكثّف على مناطق متفرقة، وسط أزمة نزوح وجوع جديدة تشهدها حرب غزة.
وأفاد مراسل "العربي" في دير البلح أحمد البطة، بأنّ جيش الاحتلال شنّ غارات عنيفة على المنطقة الشرقية لمخيم جباليا، وسط تقديرات بسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وقصفت الطائرات الحربية منازل في "بلوك 2" و"بلوك 4" في المخيم. وتُحاول آليات الاحتلال الإسرائيلي التوغّل إلى وسط المخيم، وسط اشتباكات ضارية مع فصائل المقاومة.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة على مراكز إيواء في المخيم، واستهدفت سيارات إسعاف تحاول التحرك داخله.
وفي جنوب قطاع غزة، أصيب عدد من الفلسطينيين فجر اليوم الإثنين، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا في حي البرازيل شرق مدينة رفح.
كما شنّت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على أحياء السلام، والتنور، والشوكة، والجنينة شرق رفح. واستهدفت مسيّرات إسرائيلية طواقم الإسعاف بالمنطقة.
أما في مدينة غزة، فقد استشهدت فلسطينية وسُجلت 10 إصابات إثر قصف الاحتلال منزلًا بحي الشجاعية شرق المدينة.
كما استشهد 3 فلسطينيون وأُصيب 8 آخرون في قصف إسرائيلي على مبنى سكني في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، من بينهم عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية" طلال أبو ظريفة.
وأُصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف إسرائيلي استهدف مركزًا طبيًا في مخيم البريج وسط القطاع.
أزمة نزوح وجوع جديدة في حرب غزة
إنسانيًا، ومع تواصل حرب غزة يُواجه سكان شمال القطاع مرة أخرى، أزمة نزوح وجوع مع بدء العملية العسكرية الجديدة.
وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج في حديث إلى "العربي"، إنّ قرابة 700 ألف شخص يعايشون مشهدًا انسانيًا أكثر تعقيدًا في شمال القطاع.
وأشار إلى موجة نزوح جديدة من المناطق الجنوبية الشرقية من مدينة غزة، نتيجة العملية العسكرية في حي الزيتون.
وأجبر القصف العنيف عددًا كبيرًا من الأهالي على اللجوء إلى مراكز الإيواء في مخيم جباليا وغيره من المناطق، التي لم تسلم بدورها من الغارات الإسرائيلية.
وسط ذلك، يُمعن الاحتلال بحربه النفسية عبر إلقاء منشورات تُطالب السكان بالنزوح غربًا نحو البحر، على وقع قصف عنيف.
ويترافق النزوح في حرب غزة مع تفاقم حالة الجوع مرة أخرى، في ظل توقف دخول المساعدات برًا وتراجع وتيرة إنزالها جوًا.
ويأتي القصف والعملية العسكرية الموسعة في الشمال، في ظل غياب أي منظومة طبية في المنطقة التي شهدت أكبر استهداف وتدمير واسع للمستشفيات والمراكز الطبية ومختلف البنى التحتية.
وفي ظل عدم قدرتها على الوصول إلى الشمال منذ أشهر، لم تجد مؤسسات الأمم المتحدة أمامها سوى التحذير من تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.