السبت 16 نوفمبر / November 2024

وضع إنساني كارثي.. كيف يفسر تصعيد الاحتلال عملياته العسكرية في كل غزة؟

وضع إنساني كارثي.. كيف يفسر تصعيد الاحتلال عملياته العسكرية في كل غزة؟

شارك القصة

تفيد تقديرات إسرائيلية بأن العملية في رفح ستستمر على مراحل لمدة شهرين - رويترز
تفيد تقديرات إسرائيلية بأن العملية في رفح ستستمر على مراحل لمدة شهرين - رويترز
تتزاحم التساؤلات بشأن جدوى وحقيقة "الخط الأحمر" في الحرب بالنسبة لبايدن، فيما تكثف القوات الإسرائيلية استهداف المناطق السكانية بغزة.

عاد قطاع غزة للمربع الأول مع تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية من الشمال حتى جنوب القطاع، والتي تتوسع في شرق مدينة رفح وتعود من جديد في الوسط وشمالي القطاع. وتقول تقديرات إسرائيلية إن العملية في رفح ستستمر على مراحل لمدة شهرين.

في المقابل، أعلنت إسرائيل عن سقوط مزيد من قتلاها، مشيرة إلى أن المقاومة الفلسطينية أعادت ترتيب صفوفها، في وقت كثفت فيه كتائب القسام وبقية الفصائل عملياتها في محاور القتال المختلفة.

عمليات نزوح كبيرة

بدورها، جدّدت واشنطن رفضها لأي عملية واسعة في مدينة رفح، وفق ما تقول، بينما وضعت الخارجية الأميركية ملف سلوك إسرائيل في الحرب على طاولة الكونغرس بعد تأجيلات متتالية، قائلة إنها لا تمتلك معلومات كافية عن مخالفات تل أبيب في استخدامها الأسلحة الأميركية بغزة.

في الأثناء، تتزاحم التساؤلات بشأن جدوى وحقيقة "الخط الأحمر" في الحرب بالنسبة للرئيس جو بايدن، والقوات الإسرائيلية بدأت تكثف استهداف المناطق السكانية، وسط القصف والتدمير المستمر منذ أيام. 

وتصر الرواية الأميركية على أن ما تقوم به إسرائيل في رفح الآن هو عملية محدودة، بينما يجبر الاحتلال السكان على النزوح القسري لمنطقة المواصي، رغم تحذيرات أممية من أن هذه المنطقة وغيرها تفتقد لأدنى مقومات الحياة، في وقت تؤكد أرقام منظمة الأونروا أن نحو 150 ألفًا تركوا بالفعل أماكنهم في رفح.

وفي الشمال، تشهد أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى جنوب مدينة غزة قصفًا مدفعيًا وحربيًا كثيفًا وعنيفًا، أجبر مئات العوائل على النزوح، لتتحول المدينة إلى مناطق أشباح، بعدما دعا جيش الاحتلال جميع السكان والنازحين إلى التوجه إلى غربي مدينة غزة، مدعيًا أن أحياء مثل جباليا ومخيمها ومشروع بيت لاهيا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر وغيرها أصبحت كلها مناطق لعمليات عسكرية.

"جيش الاحتلال يتلاعب بالسكان"

وفي السياق، قال معين الطاهر، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: "وكأننا في الأيام الأولى من هذه الحرب، حيث الاشتباكات المسلحة والتوغلات البرية وقصف جوي ومدفعي في الشمال والوسط وجنوب غزة". 

وأشار في حديثه إلى "العربي" من بيروت، إلى أن "جيش الاحتلال يتلاعب بالسكان ويطلب منهم النزوح من منطقة إلى أخرى، ومن حي إلى آخر"، عازيًا الأمر إلى "فشل العملية العسكرية الإسرائيلية حتى هذه اللحظة".

وأضاف أن "منطقة حي الزيتون تم اقتحامها 4 مرات حتى اللحظة، والأمر نفسه في مناطق عديدة كمخيم جباليا".

وتوقف عند ادعاء الاحتلال بأن المقاومة تمكنت من إعادة تنظيم قواتها في هذه المناطق، قائلًا إن "ذلك يعني أن هناك فشلًا عسكريًا إسرائيليًا في هزيمة المقاومة فيها وإخلائها من جيوبها". 

"أسوأ مراحل العدوان"

من جانبه، قال أمجد الشوا نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان: "نحن الآن في أسوأ مراحل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

وأشار في حديثه إلى "العربي" من دير البلح، إلى عملية النزوح الكبرى التي تشهدها مدينة رفح، مذكرًا بأن أكثر من 1.3 مليون نسمة معظمهم من النازحين كانوا يقيمون فيها في ظل ظروف إنسانية صعبة.

وأضاف أن عشرات الآلاف من العائلات - تضم أطفالًا ونساء ومسنين ومرضى وجرحى - اضطرت خلال الأيام الأخيرة للخروج من رفح إلى مناطق عدة، سواء إلى خانيونس المدمرة بالكامل أو إلى منطقة المواصي غرب خانيونس، وهي منطقة ضيقة للغاية ومكتظة بالأساس بالنازحين ولا خدمات فيها ولا صرف صحي، أو إلى دير البلح.

وأضاف أن دير البلح والمنطقة الوسطى في قطاع غزة تضم أكثر من مليون نسمة يعيشون على هذه البقعة الصغيرة، في ظل ظروف صعبة جدًا. 

أجبر الاحتلال سكان رفح على النزوح القسري لمنطقة المواصي - غيتي

أجبر الاحتلال سكان رفح على النزوح القسري لمنطقة المواصي - غيتي

"واشنطن دعت إسرائيل لتغيير سلوكها"

بدوره، قال توماس واريك الدبلوماسي الأميركي السابق، إن "واشنطن دعت إسرائيل لتغيير سلوكها في ما يخص العمليات العسكرية في غزة، وأن تتوخى الحذر وخاصة من حيث توفير المساعدات الإنسانية لسد حاجات المدنيين".

وأضاف واريك في حديث لـ "العربي" من واشنطن، أن "الولايات المتحدة تمارس ضغطًا على إسرائيل لكي تعزز من المساحات التي يمكن أن يعيش فيها الغزيون الذين يجلَون، وتقول لإسرائيل إن هذا ربما سيستغرق أشهرًا، وإنه لا يتعين تنفيذ عملية عسكرية كبرى في رفح".

وأشار إلى أن "إسرائيل مصممة على هزيمة حماس عسكريًا في رفح، وهو أمر لا يمكن لبايدن أن يوقفه"، وفق تعبيره.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close