تجدد الخلاف، الثلاثاء، حول الاعتداء الذي وقع الشهر الماضي على الطلبة المؤيدين للقضية الفلسطينية، الذين اعتصموا احتجاجًا على الحرب المستمرة على غزة في جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس الأميركية.
ونظم أكاديميون أمس إضرابًا داخل الحرم الجامعي تضامنًا مع هؤلاء الطلاب واحتجاجًا على أسلوب القمع العنيف الذي ردت الجامعة عليهم به.
وقال المنظمون إن الباحثين الأكاديميين النقابيين، ومساعدي التدريس الخريجين، وعلماء ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس أضربوا عن أعمالهم، بسبب الممارسات المتحيزة في تعامل الجامعة مع المظاهرات المتضامنة مع الفلسطينيين خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وانضم إليهم زملاؤهم من الأكاديميين في حرمين جامعيين آخرين بجامعة كاليفورنيا، هما حرم جامعة كاليفورنيا في ديفيس بالقرب من ساكرامنتو، وحرم جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، حيث بدأ الإضراب الاحتجاجي في 20 مايو/ أيار الجاري.
العفو عن المعتقلين
ويطالب المشاركون في الإضراب بالعفو عن طلاب الدراسات العليا، وغيرهم من الأكاديميين الذين اعتقلوا، أو أخضعوا لإجراءات تأديبية لمشاركتهم في الاحتجاجات التي أكد قادة النقابات أنها كانت سلمية، حتى هجوم مجموعات داعمة لإسرائيل التي عملت على إثارة الاضطرابات، واعتدت على الطلاب المحتجين.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام أفراد من الشرطة بقمع المحتجين بعنف، واعتقال بعضهم، فيما بدا بوضوح رسومات الطلاب على الجدران، حيث كتبوا: "لأجل مستشفى الشفاء"، "لأجل الشهداء"، وغيرها من عبارات الدعم والتضامن مع سكان القطاع الفلسطيني.
وطلب مجلس العلاقات العامة للموظفين في الولاية من إدارة جامعة كاليفورنيا، والمضربين المشاركة في محادثات تحت إشراف وسيط. وقال ممثل عن المضربين إن الطرفين التقيا مرة واحدة مطلع الأسبوع.
إضراب ومسيرات
وقال ممثل نقابي إن الآلاف توقفوا عن أداء مهام عملهم بدءًا من يوم الاثنين. وشارك عدة مئات في مسيرة وفي فعالية في حرم جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس أمس الثلاثاء.
وتمثل موجة الإضرابات المتزايدة أول احتجاج مدعوم من النقابات تضامنًا مع سلسلة مظاهرات يقودها الطلاب في عشرات الجامعات الأميركية احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال قادة النقابات إن الدافع الرئيسي للإضراب هو اعتقال 210 أشخاص، من بينهم طلاب خريجون يعملون في الحرم الجامعي، من اعتصام احتجاجي للتضامن مع الفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا كانت الشرطة قد فضته في الثاني من مايو/ أيار.
ومنذ أبريل/ نيسان تشهد جامعات أميركية وكندية وبريطانية وفرنسية وهندية ودول أوروبية عدة احتجاجات ترفض الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطالب إدارة الجامعات بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.
كما يطالب المحتجون طلابًا وطالبات وأساتذة، بسحب استثمارات جامعاتهم من شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية وتسليح الجيش الإسرائيلي، وتتواصل الاحتجاجات رغم استعانة بعض الجامعات بقوات الأمن واعتقال محتجين.