Skip to main content

على وقع انقسام حكومة نتنياهو بشأن غزة.. شكوى وتململ بين جنود الاحتياط

الأحد 2 يونيو 2024
ينقسم جنود الاحتياط في جيش الاحتلال حول اليوم التالي للحرب - رويترز

تعيش الحكومة الإسرائيلية حالة من التخبّط حول الموافقة أو عدم الموافقة على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن ضمن ما تسميّه بـ"الرؤية" لتحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ففي الوقت الذي وافق فيه مجلس الحرب بالإجماع على المقترح، هدّد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتفكيك الحكومة، إذا قبلت بشروط المقترح.

كما يمزّق غياب الرؤية الإستراتيجية لليوم التالي للحرب، ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهشّ، ويثير انتقادات شديدة داخل مجلس الحرب.

وفي 15 مايو/ أيار، حذّر وزير الأمن يوآف غالانت من الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أنّه سيؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء واستنزاف الاقتصاد الإسرائيلي.

وبعد ثلاثة أيام، هدّد عضو مجلس الحرب بيني غانتس، بالاستقالة إذا لم تتم الموافقة على خطة ما بعد الحرب بحلول 8 يونيو/ حزيران الحالي، داعيًا إلى حل الكنيست.

عدم يقين

ووسط هذا التخبّط، ينقسم جنود الاحتياط الذين يُعتبرون العمود الفقري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بشأن اليوم التالي للحرب، خاصة في ظل غياب الإجماع السياسي عن "كيفية إدارة قطاع غزة" بعد توقف العدوان، وعمليات المقاومة المستمرة التي تكبد قوات الاحتلال المتوغلة خسائر موجعة.

وقالت ليا جولان (24 عامًا) مرشدة دبابات احتياطية وطالبة في جامعة تل أبيب، لصحيفة "واشنطن بوست": أريد حقًا أن أعرف كيف ستكون النهاية، لكن أحدًا لم يخبرنا بذلك".

وأبدت جولان انزعاجها من "الخسائر" التي تُخلّفها حالة عدم اليقين في الحرب على غزة، في إشارة إلى مقتل الجنود والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ونزوح آلاف الإسرائيليين من مناطق غلاف غزة.

قبل الحرب على غزة، كانت خدمة جنود الاحتياط تصل إلى 54 يومًا على ثلاث سنوات للحفاظ على الاستعداد. لكن في أكتوبر الماضي، أعلنت إسرائيل حالة الطوارىء، واستدعت وزارة الأمن الغالبية العظمى من جنود الاحتياط البالغ عددهم 465 ألف جندي، بشكل مستمر دون إشعار أو قيود تُذكر.

كما اقترحت الوزارة أخيرًا تغييرات على القوانين العسكرية والاحتياطية الإسرائيلية، سعيًا إلى تمديد خدمة المجنّدين وجنود الاحتياط، لكنّ التعديلات لم يتم إرسالها بعد إلى الكنيست للنظر فيها.

وفي هذا الإطار، شبّه أرييل هايمان ضابط الاحتياط السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، جنود الاحتياط بـ"الشريط المطاطي الذي سينكسر في حال مدّدته لمسافة طويلة جدًا ولفترة أطول".

وقال: "علينا أن نكون حذرين للغاية في استخدام قوات الاحتياط"، مضيفًا أنّ "عدم التحاق جنود الاحتياط بالخدمة يمكن أن يمثّل مشكلة في المستقبل".

غياب الدعم

ومع احتدام الحرب، حشد السكان والمدارس والشركات ومجموعات المحاربين القدامى الإسرائيليين الدعم لجنود الاحتياط الذين فقدوا عملهم، أو تخلّفوا عن الدراسة في الجامعة أو احتاجوا إلى رعاية نفسية بعد القتال في غزة.

واستدعت وزارة الأمن الإسرائيلية ضباط الصحة العقلية من جنود الاحتياط، وأنشأت خطًا ساخنًا للطوارئ على مدار الساعة، كما عززت الموارد لجنود الاحتياط قبل وبعد الخروج من الخدمة.

غير أنّ المهندس القتالي الاحتياطي أفيحاي ليفي (41 عامًا) لم يتلق دعمًا كافيًا من وزارة الأمن لتشخيص إصابته باضطراب ما بعد الصدمة، والذي تطوّر بعد أن أنهى خدمته العسكرية الإلزامية قبل أكثر من عقدين من الزمن.

وأوضح لـ"واشنطن بوست" أنّ حالته ساءت منذ 7 أكتوبر، بعد أن أمضى أكثر من نصف فترة الحرب المستمرة منذ أشهر يقود جرافة مدّرعة من طراز "D9" في غزة، حيث كان يهدم المباني في جميع أنحاء القطاع.

وقال ليفاي: "لقد كدت أن أقتل مرات عديدة. لكن أصعب شيء بالنسبة لي هو العودة إلى منزلي حيث أجد صعوبة في النوم".

وأضاف أنّه في كثير من الأحيان "لا يتمكّن من النوم إلا بعد شروق الشمس، على الأريكة بجوار بطانية مزخرفة باللون العنابي سرقها من منزل في مخيم النصيرات للاجئين في غزة"، وفق تعبيره.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة