بعد مرور أكثر من شهر على إعلان بوغوتا قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أنّ وزارة التجارة الكولومبية أوصت بفرض قيود على مبيعات الفحم لتل أبيب، في أحدث محاولة لعزل إسرائيل نتيجة الحرب المستمرّة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونقلت "بلومبيرغ" عن وثيقة داخلية وشخص مطلع لم تسمه، أنّ وزارة التجارة الكولومبية قدّمت توصية إلى لجنة التعريفات الجمركية والتجارة الخارجية، للحدّ من شحنات الفحم المصدّرة إلى إسرائيل.
وقالت وزارة التجارة في توصيتها، إنّ القيود المفروضة على الفحم تهدف إلى "المساعدة في إنهاء الحرب، ويجب أن تظل سارية حتى ينتهي الصراع".
وتُعدّ كولومبيا أكبر مورد فحم لإسرائيل (نصف الواردات)، حيث بلغت قيمة مبيعاتها لتل أبيب حوالي 450 مليون دولار خلال العام الماضي.
وفي حين يُشكّل الفحم خمس إنتاج الكهرباء في إسرائيل، فمن المتوقّع أن ينخفض إلى ما يصل إلى 3% في العام المقبل. ويعمل الفحم بمثابة احتياطي طارئ لاثنتين من محطات الطاقة الرئيسية في إسرائيل، والتي يُمكن تحويلها إلى الفحم في أوقات الحاجة الخاصة.
تدهور العلاقات بين البلدين
وتتمتع كولومبيا وإسرائيل تاريخيًا بعلاقات جيدة، ولديهما اتفاقية تجارة حرة سارية منذ عام 2020.
لكنّ العلاقات بين البلدين تدهورت بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، حيث وصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الحرب على غزة بأنّها "إبادة جماعية"، بينما اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الكولومبي بأنّه "مؤيد لحماس ومعاد للسامية".
وفي مايو/ أيار الماضي، قطعت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما. كما دعا الرئيس الكولومبي المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة توقيف بحقّ نتنياهو.
كما أعلنت في الشهر ذاته، أنّها ستفتح سفارة لها في رام الله في الأراضي الفلسطينية.