اعترف مسؤولون صينيون بأنّ أطول شلال متواصل في البلاد، والذي يتوافد ملايين الزوار لمشاهدة المناظر الطبيعية من حوله سنويًا، معزّز بشبكة "مخفية" من أنابيب المياه.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بأنّ المسؤولين اعترفوا أنّ مصدر المياه في شلّالات يونتاي خلال الأشهر الأكثر جفافًا، هو شبكة أنابيب مخفية.
ويبلغ ارتفاع شلّال جبل يونتاي ضعف ارتفاع نصب واشنطن التذكاري البالغ حوالي 170 مترًا. ويقع الشلّال في مقاطعة هينان بوسط الصين.
ووفقًا للصحيفة، جاء الاعتراف بعد انتشار لقطات مصوّرة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، تُظهر تدفّق المياه من الأنابيب التي تم بناؤها عاليًا في الوجه الصخري، لتغذية بعض إن لم يكن كل تدفّق الشلال.
وأقرّ المسؤولون السياحيون في منتجع جبل يونتاي حيث يقع الشلال في بيان الثلاثاء، بأنّهم أجروا "تحسينات طفيفة" على الشلال الطبيعي لتحسين تجربة المشاهدة للسياح.
ولم يقدّم المسؤولون تفاصيل حول توقيت بناء الأنابيب أو عدد مرات استخدامها، لكنّهم أشاروا إلى أنّ السيّاح الذين يزورون الشلال في أشهر الصيف الرطبة سيُشاهدون "روعته بطريقة مثالية وأكثر طبيعية".
وذكر الموقع الرسمي للمنتجع أنّ المناظر الطبيعية تجذب أكثر من 7 ملايين سائح صيني ودولي سنويًا، مع تكويناتها الجيولوجية القريبة التي يعود تاريخها إلى أكثر من مليار عام.
معتمد من "اليونسكو"
وتُعدّ هذه المناظر الطبيعية واحدة من 213 حديقة جيولوجية عالمية معتمدة عالميًا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، والتي تمّ تعريفها على أنّها منطقة طبيعية محمية "تستخدم تراثها الجيولوجي وجميع الجوانب الأخرى للتراث الطبيعي والثقافي للمنطقة، لتعزيز الوعي والفهم للقضايا الرئيسية التي تُواجه المجتمع".
ولم ترد "اليونسكو" على الفور على طلب للتعليق، حول ما إذا كان تعزيز تدفّق الشلال باستخدام الأنابيب ينتهك إرشادات الحفظ الخاصة بها.
ونفى مسؤول لم يُذكر اسمه لمنفذ أخبار "هينان ديلي" الذي تُديره الدولة، أنّ يكون التحسين يعني أنّ الشلال يجب أن يعتبر من صنع الإنسان.
وقال المسؤول: "بالنظر إلى أنّ العديد من الزوار يأتون من خارج المدينة، قامت المنطقة ذات المناظر الخلابة بإعداد جهاز مساعد لتحويل المياه إلى مصدر الشلال، في خطوة لتعزيز تجربة الزائر القائمة على المناظر الطبيعية وللتأكد من أنّ تظل شلّالات يونتاي جذابة بصريًا حتى في موسم الجفاف".
ويمتدّ الشلّال على الحدود بين مقاطعة هينان ومقاطعة شانشي المجاورة، ويؤجّج موقعه ومكانته كمنطقة جذب سياحي، التوترات بين حكومتي المقاطعتين في بعض الأحيان.
وكان المسؤولون في مقاطعة خنان قد اتهموا نظراءهم في شانشي بتحويل المياه من نهر يونتاي من خلال التخطيط لبناء خزّان وسد عند المنبع، مما تسبّب في جفاف الشلال خلال بضعة أشهر.