طالب بيان دولي أصدرته أميركا وبريطانيا ودول في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا، قادة إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقبول المقترح المطروح لوقف إطلاق النار في غزة.
وبكلمات واضحة، طالب البيان السلطات الإسرائيلية وقيادة "حماس" بتقديم ما اعتبرها تنازلات نهائية وضرورية لإتمام الاتفاق في هذه اللحظة الحاسمة.
وأكد القيادي في الحركة أسامة حمدان في تصريحات لـ"العربي"، أنّ الكرة في ملعب إسرائيل، رافضًا إلقاء اللوم الأميركي على حماس.
وشدّد حمدان على رفض الحركة بحث أي أفكار جديدة لا تتضمّن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال وإنهاء العدوان.
في غضون ذلك، قالت وكالة "رويترز"، إنّ "حماس" باتت تعتمد أساليب الكرّ والفرّ لإحباط محاولات تل أبيب السيطرة على قطاع غزة.
"احتمالات محفوفة بالمخاطر"
ومع ما يتردّد عن أنّ إسرائيل استنفدت الأوراق المتعلّقة بالدعم الأميركي، والقدرة على المناورة بشأن الجرائم الواقعة في غزة، تبرز تصريحات لوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو تُفيد بأنّ القبول بوقف إطلاق النار ما هو إلا إقرار بالهزيمة.
من جهته، يُعلن جيش الاحتلال سحب لواء من رفح، ويُصعّد في وسط القطاع والضفة الغربية، مع تأكيدات على إكمال الاستعدادات للهجوم على لبنان.
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة ميا بلوم الأكاديمية والباحثة المختصة في الأمن الدولي، أنّ احتمالات الوصول إلى وقف لإطلاق النار محفوفة بالمخاطر في ظل تمسّك حماس بوقف دائم لإطلاق النار، مقابل التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة وعلى الحدود الشمالية مع لبنان.
وقالت بلوم في حديث إلى "العربي" من أتلانتا، إنّ الوزراء المتطرّفين في حكومة نتنياهو يرفضون تقديم تنازلات.
"إسرائيل تلقت الرسالة الأميركية"
من جهته، رأى الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، أنّ هناك تغيّرًا واضحًا وملموسًا في صيغة البيان الذي قدّمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي، والصيغة التي تمّ تقديمها اليوم لناحية نوع من التوازن ما بين مطالبة حركة "حماس" وإسرائيل والضغط عليهما للقبول بخريطة الطريق التي أعلنها بايدن.
وقال أيوب في حديث إلى "العربي" من نابلس، إنّ إسرائيل تلقّت هذه الرسالة، حيث تحدّثت مصادر سياسية وإعلامية إسرائيلية عن أنّ الصيغة المقدمة إلى مجلس الأمن سيئة جدًا، وأن الإعلان الذي تبنّته الدول يُساوي بينهما وبين حماس.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية هي التي تتعنّت في عدم الوصول إلى اتفاق.
تبريرات لاستمرار إسرائيل بحربها
بدوره، حذّر معين الطاهر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، من أنّ الولايات المتحدة ما زالت تُقدّم كل المبررات لجيش الاحتلال وحكومة نتنياهو للاستمرار في عملياتها العسكرية، على الرغم من تغيّر خطابها ولهجتها.
وقال الطاهر في حديث إلى "العربي" من عمّان، إنّ مقترح بايدن منذ الإعلان عنه، وفّر غطاء كاملًا لإسرائيل للاستمرار في عملية رفح وتوسيعها وشنّ هجوم إضافي على المنطقة الوسطى في غزة، والإعلان عن تجنيد 50 ألف جندي جديد لاستكمال العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وأشار إلى وجود مشكلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية من جهة، والحكومة حول أهداف الحرب، حيث تُدرك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الكلفة البشرية والمادية لاحتلال قطاع غزة والسيطرة على قطاع غزة.