توالت اليوم الخميس ردود الفعل المنددة والمطالبة بالتحقيق، في أعقاب هجوم إسرائيلي على مدرسة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في النصيرات بغزة، ما أسفر عن استشهاد 40 فلسطينيًا.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 40 جراء المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجرًا باستهدافه مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأشار المكتب الحكومي في بيان إلى أن "من بين الشهداء 14 طفلاً و9 نساء، إضافة إلى إصابة 74 نازحًا بينهم 23 طفلاً و18 امرأة".
"إدانات ودعوات لتحقيق في مجزرة النصيرات"
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة إكس: "تُظهر التقارير الواردة من غزة مجدّدًا أن العنف والمعاناة لا يزالان الواقع الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الأبرياء. يجب التحقيق بشكل مستقل في هذه الأخبار المروّعة".
وفي معرض تعليقه على المجزرة الإسرائيلية، اعتبر مفوض الأونروا فيليب لازاريني أن "مهاجمة أو استهداف أو استخدام مباني الأمم المتحدة لأغراض عسكرية يمثل تجاهلًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان: "ندين بأشد العبارات الاستهداف المتواصل والممنهج لمراكز إيواء النازحين الفلسطينيين في غزة، ومراكز الأمم المتحدة، والذي كان آخره العدوان الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط القطاع".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي "بتحمل مسؤوليته وردع إسرائيل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين ووقف حربها العبثية على قطاع غزة".
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على المدرسة، دعا ستيفانوس كاسيلاكيس، رئيس تحالف اليسار الراديكالي المعارض في اليونان "سيريزا"، رئيسَ الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس إلى المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطين.
من جهتها، وصفت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب المجزرة الإسرائيلية بمخيم النصيرات بأنها "مروعة وغير مقبولة".
أما وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، فقد أعلن الخميس أن بلاده ستنضم إلى قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، حيث اتهمت بريتوريا إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
أسلحة أميركية في مجزرة النصيرات
من جهتها، كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية الخميس، أن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة أميركية في هجومه على المدرسة بمخيم النصيرات.
وخلص تحليل "سي إن إن" لمقطع مصور من مكان مجزرة النصيرات ومراجعة أجراها خبير أسلحة متفجرة (لم تسمّه) إلى أن ذخائر أميركية الصنع استخدمت في الهجوم على مدرسة الأونروا.
وحددت "سي إن إن" شظايا قنبلتين أميركيتين الصنع على الأقل من طراز GBU-39 ذات القطر الصغير (SDB) في مقطع مصور التقطه صحفي يعمل لدى الشبكة نفسها في مكان الهجوم.
وهذه هي ثاني مرة خلال أسبوعين تتمكن فيها شبكة "سي إن إن" من التحقق من استخدام الذخائر المصنعة في الولايات المتحدة في الهجمات الإسرائيلية القاتلة التي تستهدف الفلسطينيين النازحين، وكانت الأولى بعد الغارة القاتلة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح في 26 مايو/ أيار الماضي.
الإعلام الحكومي: ادعاءات الاحتلال حول مجزرة النصيرات كاذبة
وفي وقت سابق الخميس، زعم متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تقديرات الجيش تشير إلى وجود ما بين 20 إلى 30 مقاتلًا في المدرسة التي تعرضت لضربة جوية في الساعات الأولى من الصباح.
وأضاف المتحدث بيتر ليرنر أن "العديد من المسلحين قتلوا، وقال إنه لا علم له بسقوط قتلى بين المدنيين جراء الغارة، وفق زعمه.
وردًا على تصريحات الاحتلال، أكد الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تيسير محسين في حديث لـ"العربي"، أن ادعاء الاحتلال الإسرائيلي بأن هذه المدرسة تؤوي مطلوبين، هو ادعاء مكرر من قبل الاحتلال في كل مجزرة يرتكبها في قطاع غزة.
وأضاف أن الكذب الذي يدعيه جيش الاحتلال الإسرائيلي يراد منه أن يبرر لنفسه هذه الجرائم المتكررة بحق المدنيين في قطاع غزة.
من جانبها، عدت حركة حماس، المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي جريمة "ارتكبت عن سبق إصرار وترصد".
وأدانت ما وصفته بـ"تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره في حماية المدنيين من جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي تُرتكب على مسمع ومرأى من العالم".
وطالبت الحركة "المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الأطراف ذات العلاقة القيام بمسؤولياتهم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الإبادة والمجازر الوحشية".
كما طالبت "محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية وكل الجهات القضائية والقانونية في العالم بمحاسبة وملاحقة هذا الكيان المارق الذي انتهك كافة القوانين والأعراف الدولية".