Skip to main content

جثو على ركبة واحدة وخاتم ماسي.. كيف بدأت فكرة عرض الزواج؟

الإثنين 29 يوليو 2024
تعود فكرة الجثو على ركبة واحدة لعرض الزواج إلى ثلاثينيات القرن العشرين- غيتي

كانت عروض الزواج تاريخيًا أشبه بالمفاوضات بين ممثلي أسرتي الشاب والفتاة حيث لم تكن الرومانسية جزءًا من المشهد. ولكن مع تطور الزيجات لتصبح أكثر ارتباطًا بعلاقات الحب، أصبحت طريقة عرض الزواج تكتسب أهمية كبرى. وقد عززت وسائل التواصل الاجتماعي أهمية عرض الزواج. 

ويبدو أن موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" قد أدخل الناس في عصر العروض التنافسية المصورة للمؤثرين الذين ينفقون أموالاً طائلة في حفلات عروض الزواج. وباتت صورة رجل يجثو على ركبة واحدة ويحمل بيده خاتمًا من الألماس تمثل طريقة عرض الزواج الأكثر شيوعًا ورومانسية.

عرض الزواج على ركبة واحدة

وبحسب موقع "برايدس"، يعود تقليد جثو الرجل على ركبة واحدة لفرسان العصور الوسطى الذين كان ينحنون أمام النبلاء لإظهار الاحترام والتقدير. لكن هذه الإيماءة الشائعة، المصحوبة بالسؤال "هل تتزوجينني؟"، هي ظاهرة حديثة إلى حد ما.

كما يشير موقع "باستل"، إلى أن تقليد الانحناء على ركبة واحدة ربما يعود لثلاثينيات القرن العشرين. لكنه يلفت إلى أن لوحات صور الخطوبة بين النبلاء في التاريخ كانت دائمًا تصوّر الطرفين واقفين أو جالسين دون أن تظهر أي ركوع على الإطلاق.

لكن الركوع بشكل عام في التاريخ الأوروبي كان علامة الدعاء والتواضع والعبودية، بحسب موقع "باستل".

وفي الوقت نفسه، يتجادل المؤرخون بشأن ما إذا كانت بعض صور العصور الوسطى تظهر رجالًا راكعين لأحبائهم، أو لأسيادهم الذكور.

خاتم الزفاف

ويعد الخاتم عنصرًا مهمًا في عرض الزفاف. وتعود أول سجلات موثوقة عن خواتم الخطبة للنساء، التي تعلن أنها ستتزوج في المستقبل من رجل معين، إلى العصر الروماني، بحسب موقع "باستل". فقد كانت الفتيات المخطوبات يضعن خاتمًا ذهبيًا في الأماكن العامة وآخر حديديًا في المنزل أثناء القيام بالأعمال المنزلية.

إلا أنّ فكرة رمزية خواتم الخطبة كانت موجودة منذ عدة قرون. فقد أعلن قانون القوط الغربيين، ويضم مجموعة من القوانين التي كانت تطبق في إسبانيا في القرن السابع، أن خواتم الخطبة توازي التعهدات في الأعمال التجارية، ولا يمكن إلغاؤها بمجرد منحها؛ فإذا قدّم رجلًا خاتم الخطبة لسيدة فعليه أن يتزوجها.

تعود أول سجلات موثوقة عن خواتم الخطبة للنساء إلى العصر الروماني- غيتي

الخطبة

وقد حاول البابا نيكولاس الأول في عام 860 أن يضع قانونًا ينص على ضرورة تقديم خاتم خطوبة ذهبي باهظ الثمن للعروس. واعتبر أن تقديم الرجال لتضحية مالية كبيرة يجعلهم يأخذون الزواج على محمل الجد. 

كما أصبحت فكرة "الخطبة" باعتبارها فترة زمنية قانونية (الفجوة بين نية الزواج وتنفيذ الحفل فعليًا) منصوص عليها في قانون الكنيسة المسيحية في عام 1215. 

وأعلن البابا إنوسنت الثالث أنه يجب أن تكون هناك فترة انتظار بين الرغبة في الزواج والقدرة على القيام بذلك بشكل قانوني "حتى يتم الإعلان عن الموانع المشروعة في حالة وجودها". 

الخاتم الماسي

ويعود تاريخ أول خاتم خطوبة مرصع بالألماس إلى عام 1477، لكنه لم يتضمن خاتمًا من السوليتير؛ كان الخاتم المعني هدية من الأرشيدوق ماكسيميليان من النمسا إلى السيدة النبيلة ماري بورغوندي التي كانت تبلغ 20 عامًا حينها. 

بدأ تقليد استخدام خاتم الخطبة الماسي في أواخر القرن التاسع عشر- غيتي

ويصف صائغ المجوهرات الشهير هاري وينستون الخاتم بأنه "شريط رقيق مزين بالألماس على شكل الحرف الأول من اسمها". 

ولم تظهر البدايات الحقيقية لتقليد خاتم الخطوبة الماسي إلّا في أواخر القرن التاسع عشر، عندما قامت شركة تعدين باستخراج كمية من الألماس في إفريقيا وأسّست قسم مجوهرات، "دي بيرز"، للتعامل معه. 

وحققت "دي بيرز" شهرة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، عندما أطلقت حملة إعلانية  تحت عنوان "الماس إلى الأبد" لكي تؤكد للسكان الأميركيين أن الماس نادر وباهظ الثمن، وأنه الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لعرض الزواج. 

وقد ابتكرت الشركة بشكل متعمد خاتم الخطوبة الماسي، ولا يزال يعتبر من أكثر الأفكار الإعلانية نجاحًا على الإطلاق. 

ورغم أن ديناميكيات عروض الزواج الحالية تنفذ باتجاه واحد حيث يتقدم الرجل لخطبة المرأة. لكن هناك تقليد عمره قرون يقيد حق النساء الأوروبيات والأمريكيات في طلب الزواج بأنفسهن في يوم واحد وهو يوم 29 فبراير/ شباط، والذي يأتي مرة واحدة كل أربع سنوات، لكنه لا تطبق على نطاق واسع. 

المصادر:
ترجمات
شارك القصة