يعيش طلاب الثانوية العامة في قطاع غزة واقعًا مختلفًا هذا العام بسبب الحرب الإسرائيلية، التي قضت على المنظومة التعليمية ودمّرت المدارس وهجرت الطلاب وقتلت عددًا كبيرًا منهم.
وفي حديث إلى مراسل "التلفزيون العربي" عبد الله المقداد، يشير الطالب وليد بهار إلى أنه كان يتمنى أن يستكمل تعليمه في إحدى الجامعات خارج غزة.
وعن الوضع الذي يعيشه الآن، يقول بهار الذي كان يرغب بدخول كلية التمريض: "اليوم أنا أملأ المياه وأخي يذهب لإحضار الطعام، لا مدارس ولا تعليم".
ويضيف: "كنا نعيش في منزلنا وندرس، وإذ بنا نجد أنفسنا نعيش في الخيام"، معربًا عن أمله بأن يعود إلى مقاعد الدراسة قريبًا.
"إبادة تعليمية"
من جهته، يعتبر المتحدّث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور، أن توصيف خبراء في الأمم المتحدة لواقع الطلاب في قطاع غزة بأنه "إبادة تعليمية" هو توصيف دقيق.
ويلفت في حديث إلى "التلفزيون العربي" من رام الله، إلى أن الحرب حرمت 630 ألف طالب من الذهاب إلى المدارس، وعطلت 90 ألف طالب جامعي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما يشير إلى أن الحرب دمّرت 90% من مباني المدارس في القطاع، حيث تضرر 286 مبنى مدرسي من أصل 307 مباني، فيما أزيل 50 مبنى تابعًا للجامعات في القطاع.
وكذلك دمّر العدوان بنية التكنولوجيا والاتصالات وشبكة الكهرباء التي تؤثر على التعليم.
الحرب تحرم 39 ألف طالب من إجراء الامتحانات
ويصف الخضور ما حل بقطاع التعليم في غزة بـ"الكارثة"، حيث استشهد عدد كبير من أفراد الهيئة التعليمية منهم 350 معلمًا و104 من العلماء وكوادر الجامعات. كما استشهد نحو 8 آلاف طالب وجُرح 12 ألفًا آخرين.
كما حُرم 39 ألف طالب في قطاع غزة من المشاركة في امتحانات الثانوية العامة، بحسب الخضور الذي يؤكد أن هذا العام الدراسي لن يضيع على طلاب غزة حيث ستنظم دورة خاصة بهم عند انتهاء العدوان الإسرائيلي.
وإذ يشدّد على أهمية الحق في التعليم، يقول الخضور: "إن الحق في الحياة أهم ولا معنى للحديث عن الحق في التعليم دون الحق في الحياة".