في ظل ظروف الحرب المأساوية المستمرة منذ 6 أشهر، شيّدت في جنوب قطاع غزة خيمة متواضعة يلعب فيها الأطفال لعبة "المدرّس" بعدما دمّر العدوان 8 مدارس من كل 10 وفق "اليونيسف".
وتوقفت الدراسة في قطاع غزة مع بداية العدوان الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تحوّلت مدارس "الأونروا" في القطاع إلى مراكز إيواء لمئات آلاف النازحين.
وتعرّضت 67% من المدارس لضربات مباشرة، وفق تقرير صادر عن منظمات غير حكومية، وتضررت 82% من المدارس.
المدرسة في زمن الحرب
ويوضح المتحدث باسم "اليونيسف" في الأراضي الفلسطينية جوناثان كريكس أن مبادرة إقامة مدارس مؤقتة "يسمح خصوصًا للأطفال بالتعامل مع الصدمة"، واصفًا الوضع بأنه "مأسوي تمامًا".
ويضيف: "هناك 325 ألف طفل في سن الدراسة لم يحضروا ساعة صف واحدة منذ ستة أشهر".
وستكون إعادة بناء المدارس خطوة أولى شاقة على طريق إعادة الأطفال إلى المدارس، لكن التحدي الحقيقي سيكون شفاء أطفال القطاع النازحين والتعامل مع الصدمات النفسية الناتجة عن الموت والدمار والجوع، حتى يتمكنوا من العودة إلى التعلّم، كما يقول عاملون في مجال الصحة.
واستشهد في قطاع غزة ما لا يقل عن 33091 فلسطينيًا، بينهم أكثر من 14500 طفل، وفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة.
ونحو نصف سكان قطاع غزة تحت سن 18 عامًا، وكان نظام التعليم في القطاع أصلًا يعاني من صعوبات شتى، بعد 5 حروب مع إسرائيل خلال الـسنوات العشر الماضية.
مدارس مؤقتة
وتمّ إنشاء مدارس مؤقتة في رفح بخيم المدينة الجنوبية، حيث تقف في خيمة صغيرة معلّمة إلى جانب لوح خشبي لتُعلّم التلاميذ من الصفّين الأول والثاني الابتدائي.
وتنقل وكالة الأنباء الفرنسية عنها قولها: "نشعر بفرح لأننا نحاول تفادي تجهيل مئات آلاف التلاميذ".
وتضيف المعلمة هبة حلاوة أمام 30 طفلًا يحاولون تعلّم قراءة كلماتهم الأولى، أن التعليم يفتقر أيضًا إلى "الكتب المدرسية والأقلام". وتؤكد رغم ذلك أن "الأطفال سعداء بالمدرسة".
خطة استئناف التعليم
في هذا السياق، وضعت وزارة التربية والتعليم في غزة خطة مبدئية لاستئناف مسيرة التعليم الأساسي والثانوي في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وتستند الخطة إلى إقامة 25 ألف خيمة كقاعات دراسة بديلة، وتوظيف آلاف المدرسين والمساعدين بدلًا من المعلمين الذين استشهدوا في الحرب.