Skip to main content

الانتخابات الفرنسية.. كيف سيكون شكل "التعايش" بين الفرقاء في السلطة؟

السبت 6 يوليو 2024
يحضر "التعايش" حلًا سياسيًا اختبرته دوائر الحكم في فرنسا ثلاث مرات فقط - غيتي

يبقى عدم اليقين سيد الموقف بشأن المشهد السياسي المقبل في فرنسا، عشية الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، التي شهدت جولتها الأولى اختراقًا غير مسبوق لليمين المتطرف.

وينتظر الفرنسيون مساء يوم غد الأحد مشهدًا معقدًا ومشتتًا في البرلمان، كما تشير أغلبية استطلاعات الرأي، التي لا تمنح أغلبية واضحة لأي قوة سياسية.

فكرة "التعايش" 

ووفقًا للدستور الفرنسي للجمهورية الخامسة 1958؛ لا قيود دستورية تلزم رئيس الدولة باختيار رئيس أو رئيسة للوزراء من المعسكر المعارض الذي حقق تقدمًا في انتخابات البرلمان.

ولا يوجد فصل صارم بين مهام الرئيس ورئيس الوزراء، غير أن تجاهل ذلك يسمح للجمعية الوطنية التي يسيطر عليها التكتل المنافس بسحب الثقة من الرئيس، ما يضطر حكومته إلى الاستقالة لتبدأ مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي.

وفي ضوء ذلك يحضر "التعايش" حلًا سياسيًا اختبرته دوائر الحكم في فرنسا ثلاث مرات فقط؛ وجوهره التشارك بين الفرقاء، لكنه يحمل في الوقت نفسه مخاوف المواجهة في هرم السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء.

وقد جاءت التجربة الأولى في عام 1986؛ في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، بتعيين جاك شيراك اليميني المحافظ رئيسًا للوزراء، وحينها شهدت التجربة عثرات كبرى بعد رفض ميتران التوقيع على قرارات خصخصة عشرات البنوك والشركة الصناعية المؤممة.

توافقات وصدامات

وجاءت التجربة الثانية بقبول ميتران أن يتقلد الوجه الثاني في التكتل اليميني الاقتصادي إدوار بالادور منصب رئيس الوزراء، فتغيرت الوجوه، وسعت السياسات إلى التوافق لمدة عامين.

وفي التجربة الثالثة، شارك الرئيس اليميني جاك شيراك الحكم مع رئيس الوزراء الاشتراكي، منذ عام 1997 إلى عام 2002، غير أن هذا لم يمنع من وقوع صدامات، من أبرزها تحذير شيراك لجوسبان من التدخل في السياسة الخارجية بالشرق الأوسط.

وفق خبراء؛ تشهد فرنسا اليوم دعوات إلى تدشين التجربة الرابعة "للتعايش" لتجمع بين الرئيس ماكرون وزعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا بينما تتفاوت التقديرات بشأن احتمالات التعثر والنجاح.

المصادر:
العربي
شارك القصة