بلغ المنتخب الإنكليزي نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورور 2024"، يوم أمس الأربعاء، بعد أن سجل له البديل أولي واتكينز هدفًا في الوقت القاتل أمام هولندا، ليضرب موعدًا مع إسبانيا، يوم الأحد المقبل، على ملعب برلين الأولمبي في ألمانيا.
وتقدمت هولندا بهدف سجله تشافي سيمونز في الدقيقة السابعة، ثم تعادلت إنكلترا بهدف للاعب هاري كين من ركلة جزاء في الدقيقة 18، وألغى الحكم هدفًا سجله بوكايو ساكا في الدقيقة 79 بداعي التسلل.
وكادت المباراة أن تنتهي بالتعادل، لكن البديل واتكينز خطف هدف الفوز لإنكلترا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، ليهدي بلاده بطاقة التأهل إلى النهائي حيث تلتقي إسبانيا التي تأهلت بالفوز 2-1 على فرنسا يوم الثلاثاء.
وكان ملعب "سيغنالي إيدونا بارك" شاهدًا على تأهل الإنكليز للمرة الثانية على التوالي لنهائي بطولة يورو، التي خسروها في المباراة الختامية صيف 2021، أمام إيطاليا، مفوتين عليهم أول لقب رسمي قاري، وثاني لقب بعد كأس العالم 1966، البطولة الوحيدة المسجلة باسم "بلد كرة القدم".
في المقابل، توقف مشوار هولندا التي كانت تحلم باللقب الثاني في تاريخها، بعد الأول عام 1988 في ألمانيا بالذات، في الدور نصف النهائي للمرة الخامسة بعد نسخ 1976 و1992 و2000 و2004.
بالمر وواتكينز
وقدمت إنكلترا التي خاضت نصف النهائي للمرة الرابعة بعد 1968 و1996 و2021، مستوى أفضل نسبيًا من مبارياتها السابقة في البطولة، وكانت في طريقها الى خوض الشوطين الاضافيين للمرة الثالثة بعد ثمن النهائي أمام سلوفاكيا (2-1) وربع النهائي أمام سويسرا (5-3 بركلات الترجيح)، لكن البديلين جناح تشلسي كول بالمر وقلب هجوم أستون فيلا واتكينز أنقذاها من هذا السيناريو.
وشهدت مباراة أمس تطورًا في أداء إنكلترا بعدما تفوقت من حيث الاستحواذ والضغط الهجومي، ولعب المدرب غاريث ساوثغيت ورقتي بالمر وواتكينز في الدقيقة 81 مكان فيل فودن وكاين، وكانا عند حسن ظنه بعد 10 دقائق، عندما مرر الأول كرة إلى الثاني داخل المنطقة فهيأها لنفسه وسددها قوية زاحفة بيمناه من زاوية صعبة وأسكنها الزاوية اليمنى البعيدة للحارس بارت فيربروخن (90+1).
وقال كين قائد إنكلترا عقب المباراة: "إنجاز رائع، أنا فخور جدًا بالجميع. فردًا فردًا، لقد كانت بطولة صعبة جدًا، وتحقيق ما أنجزناه خارج أرضنا أمر مميز جدًا، لكن هناك شعور بأن أمرًا متبقيًا، ونحتاج أن ننجزه يوم الأحد".
وأضاف مهاجم بايرن ميونخ الألماني: "نتحدث عن الاستعداد، نهتم بالاستعداد، الجميع يستعد للحظة الحاسمة. ربما تحصل على خمس دقائق أو دقيقة واحدة، لكن يمكنك أن تصنع الفارق، يمكنك أن تمنحنا اللقب".
إنجاز ساوثغيت
من جانبه، قال واتكينز مسجل هدف الفوز: "إنه أمر لا يصدق. انتظرت تلك اللحظة لأسابيع وأسابيع، أقسم بحياتي، أخبرت كول بالمر أننا سننزل اليوم وسيلعب لي تمريرة حاسمة، لهذا كنت سعيدًا جدًا مع كول، "كنت أعرف أنه بمجرد حصوله على الكرة أنه سيمررها لي ويجب أن تكون طماعًا، تهيئ الكرة ثم تسددها وعندما رأيت الكرة في الشباك، راودني أفضل شعور على الاطلاق".
من جهته، قال مدرب إنكلترا ساوثغيت، الذي تعرض لانتقادات في مباريات سابقة بسبب تردده في إجراء تغييرات: "أردنا المخاطرة في الوقت الأصلي بدلًا من الوقت الإضافي".
وعن تحويل فريقه تأخره بهدف إلى الفوز 2-1 قال: "لم نستحق التأخر في مباراة الليلة، أعتقد أن أداءنا بالكرة كان استثنائيًا، لقد تسببنا في الكثير من المشكلات للمنافس، ومنحنا الجماهير بعض الليالي الرائعة، لكننا لم ننجز مهمتنا بعد".
ويسجل تأهل المنتخب الإنكليزي إلى النهائي القاري للمرة الثانية على التوالي في سجل المدرب ساوثغيت، وهو إنجاز لم يسجله أي مدرب لمنتخب "الأسود الثلاثة" من قبل.
من جانبه، قال مدرب هولندا رونالد كومان: "أشعر بأن فريقنا كان أكثر حيوية من إنكلترا شيئًا ما في آخر 20 أو 25 دقيقة، لكنهم سجلوا هدفًا رائعًا وهكذا تكون كرة القدم في بعض الأحيان، لن أقول إن هذا كان سوء حظ لأنه كان هدفًا رائعًا، ويمكننا أن نفخر حقًا بمنتخبنا، لقد قدمنا بطولة رائعة".