تجربة منفصلة تجري على الرجال.. إنجاز عالمي للقضاء على الإيدز
كشفت دراسة واعدة أنّ التلقيح مرتين سنويًا يُوفّر حماية بنسبة 100% من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، وهو ما يُمثّل تقدمًا كبيرًا في جهود القضاء على المرض.
وشملت الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيو انغلاند" الطبية، عينة عشوائية لأكثر من 5 آلاف امرأة وفتاة شابة في جنوب إفريقيا وأوغندا، وأظهرت النتائج أنّ النساء اللواتي تلقين جرعتين من لقاحات الوقاية من الإيدز، لم يُصبن بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويصاب نحو 1.3 مليون شخص حول العالم سنويًا بفيروس نقص المناعة البشرية سنويًا، بينهم 44% من النساء والفتيات.
وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تبلغ نسبة النساء المصابات بالفيروس 62%.
ووصفت مديرة مركز أبحاث الفيروسات في "معهد ويستميد للأبحاث الطبية" في سيدني سارة بالمر الدراسة بأنّها "إنجاز جديد في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية"، مضيفة أنّه "إذا أمكن توزيع هذه اللقاحات على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة، فسيؤدي ذلك إلى تقليل خطر الإصابة بالفيروس بشكل كبير في جميع أنحاء العالم".
وموّلت شركة "جلعاد" الأميركية للأدوية الرائدة في مجال إنتاج عقار مضاد للإيدز الدراسة الجديدة، لإثبات أنّ العقار الذي تنتجه وتمت الموافقة عليه كعلاج لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة، فعّال في الوقاية من الفيروس لدى المراهقات والشابات.
ويُجري العلماء تجربة منفصلة حاليًا من أجل إثبات فعالية اللقاح وسلامته لدى الرجال أيضًا.
صعوبات وقائية
ويُمكن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية من خلال استخدام تدابير وقائية مثل الواقي الذكري والحبوب اليومية المستخدمة على نطاق واسع في البلدان ذات الدخل المرتفع في جميع أنحاء العالم.
لكنّ خبراء الصحة يُحذّرون من أنّه قد يكون من الصعب تناول الحبوب يوميًا في أماكن مثل إفريقيا، حيث تؤدي محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية وندرة البرامج التعليمية إلى تعرّض الفتيات بشكل خاص لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
وتدعو منظمة "أطباء بلا حدود" وغيرها من المنظمات الأخرى إلى اتخاذ إجراءات عالمية لكسر احتكار شركة "جلعاد" للعقار للسماح بإنتاج الدواء بكميات كبيرة وخفض تكلفته.
وحاليًا، تصل كلفة الدواء إلى أكثر من 42 ألف دولار للشخص الواحد سنويًا، غير أنّ الشركة أعلنت التزامها بخفض تكلفة أدويتها في البلدان المنخفضة الدخل.