شهد النصف الأول من العام 2024، انفجارًا غير مسبوق من الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى ازدهار التمويل مع استثمار عشرات المليارات في الشركات الناشئة الكبيرة والصغيرة، وإطلاق المنافسة في مجالات تكنولوجية كانت حكرًا على شركات عملاقة.
ويتطوّر الذكاء الاصطناعي بوتيرة مذهلة، مع التكنولوجيا التي يُمكنها القيام بكل شيء بدءًا من إنتاج الأغاني وحتى كتابة التعليمات البرمجية.
ورصدت وكالة "بلومبرغ" قائمة بعشر شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تستحقّ المتابعة خلال عام 2024.
1- أوبن إيه آي (OpenAI)
تتواجد شركة "أوبن إيه آي" في سان فرانسيسكو، وهي التي أطلقت "تشات بوت" و "تشات جي بي تي" عام 2022. وتقدّر قيمتها بـ86 مليون دولار.
كما شهدت الشركة واحدًا من أكثر الأعمال الدرامية التقنية إثارة في التاريخ الحديث، والتي تمثّلت في إقالة الرئيس التنفيذي سام ألتمان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وإعادته إلى المنصب بعد خمسة أيام.
وأثارت الأحداث التي شهدتها الشركة قلق بعض المدافعين عن سلامة الذكاء الاصطناعي.
2- أنثروبيك (Anthropic)
تأسست شركة "أنثروبيك" على يد موظفين سابقين في "أوبن إيه آي"، منافسها الرئيسي في عالم نماذج اللغات الكبيرة، وهي التكنولوجيا التي تدعم أكثر إنجازات الذكاء الاصطناعي إبهارًا في هذا العصر.
تقدّر قيمة الشركة بـ18.2 مليار دولار. واقتربت الشركة الناشئة من "أوبن إيه آي" من حيث الأداء والتمويل الهائل الذي حصلت عليه من شركات مثل "غوغل" و"أمازون" و"ألفابيت".
وتزعم الشركة أنّ أحدث نموذج لها يتفوّق على "أوبن إيه آي" في التقييمات الرئيسية في الترميز والتفكير القائم على النص.
وكانت "أنتروبيك" صريحة بشأن تركيزها على السلامة، حيث نشرت مؤخرًا بحثًا يحتوي على رؤى حول الطرق التي لا تزال غامضة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي التوليدي.
3- شركة "صونو" (Suno)
"صونو" هي شركة رائدة بين الشركات الناشئة الجديدة للذكاء الاصطناعي التي تبني أدوات لأتمتة عملية صنع الموسيقى، إذ يمكن لتطبيقها أن ينتج أغنية كاملة وغناءها بشكل مذهل.
مقرّها في كامبريدج بماساتشوستس، وتقدّر قيمتها بـ500 مليون دولار.
وأثارت الشركة غضب صناعة الموسيقى، إذ يجب تغذية الذكاء الاصطناعي التوليدي بكميات هائلة من البيانات، ما يعني أنّ "صونو" قد استوعبت الكثير من الأغاني.
في يونيو/حزيران الماضي، رفعت أكبر شركات التسجيلات الموسيقية في العالم دعوى قضائية ضد شركة "Suno"، زاعمة أنّ بيانات التدريب الخاصة بهما تتضمن عددًا كبيرًا من التسجيلات الصوتية المحمية بحقوق الطبع والنشر، ما أدى إلى بدء ما يمكن أن يكون قضية بارزة في صناعة الذكاء الاصطناعي.
4- بربليكسيتي (Perplexity)
تأسست الشركة عام 2022، في سان فرانسيسكو، بقيمة مليار دولار. وانتقلت في وقت قصير من شركة ناشئة صغيرة إلى واحدة من أكثر الشركات الناشئة التي تتم مراقبتها عن كثب في وادي السيليكون، ما أثار جدلًا واسعًا حولها.
وتُقدّم الشركة محرك بحث مدعوم من الذكاء الاصطناعي يُنظر إليه كمنافس محتمل لمحرك "غوغل". وتخوض الشركة محادثات في مرحلتها الأخيرة، للحصول على تمويل جديد من شأنه أن يرفع قيمتها إلى 3 مليارات دولار؛ ما يجعل الشركة الناشئة الطفل المدلل لأدوات الذكاء الاصطناعي التي تعيد النظر في خدمات الإنترنت باعتبارها أساسية مثل خدمات البحث.
وأثارت الشركة الذعر في عالم النشر، ووُجّهت إليها اتهامات بالسرقة الأدبية، وأثارت المخاوف من إمكانية إدراج أعمال الكتاب في منتجات الذكاء الاصطناعي.
5- ميسترال (Mistral)
على عكس أكثر الشركات شهرة والتي غالبًا ما تتواجد في الولايات المتحدة أو الصين، تتواجد الشركة في العاصمة الفرنسية باريس. وتقدّر قيمها بـ6 مليارات دولار.
وأصدرت الشركة سلسلة من نماذج اللغات الكبيرة الشائعة، وروبوت الدردشة (Le Chat) ومنتج برمجة الذكاء الاصطناعي (Codestral).
ويندرج كل ذلك في إطار عرض تقديمي تقدّمه الشركة كبديل مستقل لوادي السيليكون.
6- أكس إيه آي (xAI)
هي شركة ناشئة جديدة يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تقدّر قيمتها بـ24 مليار دولار.
وجمعت "xAI" عدة مليارات من الدولارات في وقت سابق من هذا العام على خلفية تعهدها ببناء روبوت محادثة "متمرد".
ويتم تدريب الروبوت الذي يحمل اسم "غروك"، على المشاركات من منصة "إكس"، وهو متاح حاليًا للمشتركين الذين يدفعون للمنصة.
وتستخدم الشركة مليارات الدولارات لتطوير منشأة كمبيوتر فائق السرعة في ممفيس.
7- "سكايل إيه آي" (Scale AI)
تقوم الشركة التي يقدّر ثمنها بـ13.8 مليارات دولار، بتنظيف مجموعة كبيرة من البيانات باستخدام مجموعة من البرامج والعاملين البشريين لفحص وتسمية الصور والنصوص التي تدعم نماذج اللغات الكبيرة.
ومن عملائها عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل "أوبن إيه آي" و "غوغل" و "ميتا" بالإضافة إلى وزارة الدفاع الأميركية. وجعل هذا الطلب الكبير على البيانات "سكايل" واحدة من أكثر الشركات الناشئة الذكاء الاصطناعي قيمة في العالم.
8- كوهير (Cohere)
تتخصّص شركة "كوهير" في تطوير نماذج لغوية كبيرة بشكل حصري تقريبًا لعملائها من الشركات.
ورئيسها التنفيذي أيدان غوميز هو أحد مشاهير الذكاء الاصطناعي، وهو أحد مهندسي "غوغل" السابقين الذين شاركوا في تأليف "الاهتمام هو كل ما تحتاجه"، وهي ورقة الذكاء الاصطناعي الأساسية لعام 2017.
مقرّها في تورونتو، ويقدّر ثمنها بـ5.5 مليار دولار.
9- "كوروايف" (CoreWeave)
وهي شركة تقدّم قدرات الحوسبة السحابية، ورقائق للتأجير لجيل جديد من الشركات التي تسعى للحصول على السعة.
موجودة في نيو جيرسي، ويقدّر ثمنها بـ 19 مليار دولار.
ووقعت شركة "مايكروسوفت" صفقة مع الشركة للحصول على وحدات إضافية لمعالجة الرسومات.
وزاد تقييمها بأكثر من الضعف في أبريل/ نيسان الماضي، ما دفعها إلى صفوف الشركات الناشئة الأكثر قيمة في الولايات المتحدة حيث جمعت مليارات الدولارات من الديون والأسهم.
10- "إلفن لابس" (ElevenLabs)
هي شركة تُنتج تقنية تُخيف الناس، لأنّها في طليعة الذكاء الاصطناعي الذي يستنسخ الصوت. وتُوفّر برنامجًا يُمكنه تكرار صوت الشخص، وتحويل النص إلى أقوال تبدو بشرية، وترجمة الكلام من لغة إلى أخرى.
أُنشأت الشركة في نيويورك، ويُقدّر ثمنها بـ 1.1 مليار دولار.
وابتكرت المشرّعة في ولاية فرجينيا جينيفر ويكستون نسخة من صوتها لمساعدتها على التواصل بعد أن أثّر مرض عصبي على قدرتها على الكلام. لكن ليس كل استخدامات البرنامج مباحة، إذ حظرت الشركة مستخدمًا قام بإنشاء صوت مزيّف للرئيس الأميركي جو بايدن يحثّ الناس على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير.