تحذير من "حمام دم".. انتخابات رئاسية في فنزويلا يسودها توتر شديد
يتوجه الفنزويليون إلى مراكز الاقتراع اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات هي الأهم خلال ربع قرن للدولة ذات الحكم الاشتراكي في ظل ثقة الرئيس نيكولاس مادورو في الفوز رغم ما اكتسبته المعارضة من دعم وتحذيرها من احتمال حدوث مخالفات.
ويسود هذه الانتخابات توتر شديد بين خصمين يعد كلاهما بالنصر، أولهما الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو (61 عامًا) الذي حذر من "حمام دم" ومرشح "التغيير" إدموندو غونزاليس أوروتيا (74 عامًا) الذي حلّ بصورة مفاجئة محل زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الواسعة الشعبية عند إعلان السلطات عدم أهليتها للترشح.
مادورو يحذر من "حمام دم"
ودعي حوالى 21 مليون ناخب من أصل 30 مليون فنزويلي للتوجه إلى مراكز الاقتراع اعتبارًا من الساعة 6,00 (10,00 ت غ) وحتى الساعة 18,00 (22,00 ت غ) للإدلاء بأصواتهم، على أن ترد النتائج خلال الليل.
وحصل غونزاليس على دعم حتى من بعض المؤيدين السابقين للحزب الحاكم، لكن المعارضة والمراقبين شككوا فيما إذا كانت الانتخابات ستكون نزيهة، قائلين إن قرارات الهيئات الانتخابية واعتقال موظفي المعارضة تهدف إلى صنع عقبات.
ويتوعّد مادورو، وريث الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي حكم من العام 1999 وحتى وفاته في 2013، بأنه لن يتنازل عن السلطة، بالفوضى من دونه، وهو يستند إلى الجيش وإلى حملة مضايقات تقوم بها الشرطة بحق المعارضة.
وقال مادورو، الذي اعتبرت الولايات المتحدة ودول أخرى أن إعادة انتخابه عام 2018 كانت بالتزوير، إن بلاده لديها النظام الانتخابي الأكثر شفافية في العالم وحذر من "حمام دم" إذا خسر.
وشهدت حكومة مادورو انهيارًا اقتصاديًا وهجرة نحو ثلث السكان وتدهورًا حادًا في العلاقات الدبلوماسية فاقمته العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، والتي أصابت صناعة النفط المتعثرة بالفعل بالشلل.
وقال مادورو إنه سيضمن السلام والنمو الاقتصادي مما يجعل فنزويلا أقل اعتمادًا على دخل النفط.
لكن العديد من الفنزويليين سئموا من ارتفاع معدلات التضخم وتقليص الخدمات العامة.
وقد تظهر النتائج مساء اليوم الأحد أو خلال الأيام المقبلة. وستبقى مراكز الاقتراع مفتوحة من الساعة السادسة صباحًا (1000 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة السادسة مساء.
أزمة اقتصادية غير مسبوقة في فنزويلا
وتواجه الدولة النفطية التي كانت لفترة طويلة من أغنى دول أميركا اللاتينية، أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وانهار إنتاج النفط نتيجة سوء الإدارة والفساد، متراجعًا من أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون، فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80% خلال عشر سنوات وسجلت البلاد تضخمًا جامحًا أرغم السلطات على دولرة الاقتصاد جزئيًا.
وغادر سبعة ملايين فنزويلي البلاد حيث يعاني القسم الأكبر من المواطنين الفقر مع انهيار كامل للأنظمة الصحية والتربوية.
وتؤكد السلطات أن الأزمة هي نتيجة "الحصار الإجرامي" المفروض على البلاد.