Skip to main content

الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل.. ما هي ضوابط التصعيد بين الطرفين؟

الجمعة 9 أغسطس 2024
تقول إيران وحلفاؤها إن حالة الاستنفار والهلع التي تعيشها إسرائيل هي بذاتها "إنجاز" - غيتي

تؤكد تصريحات المسؤولين الإيرانيين وقادة حزب الله وجماعة الحوثي بشأن الرد على إسرائيل، على ضرورة وحتمية الرد، فيما يتمحور التكتيك حول تأخير الرد والغموض التام بشأن التنسيق في تنفيذه.

في سياق ذلك، قال زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي إن تأخر الرد من المحور مقابل التصعيد الإسرائيلي، مسألة تكتيكية، وإن القرار بذلك هو قرار المحور بأكمله. وكذلك قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الانتقام قد يكون بالتنسيق مع المحور أو بشكل منفرد.

وحتى يأتي الرد، تقول إيران وحلفاؤها، إن "حالة الاستنفار والهلع التي تعيشها إسرائيل، هي بذاتها إنجاز لمحور المقاومة".

إلى ذلك، ثمة حسابات معقدة تجريها طهران وحزب الله وجماعة الحوثي بشأن كيفية الانتقام وتوقيته وحجمه، بما يتناسب والنتائج المتمثلة بإيلام إسرائيل ومنع الانزلاق لحرب شاملة.

كما أن لدى إسرائيل حسابات عدة تتضمن هندسة ردها على الهجمات بشكل يمنع التصعيد من جهة، ويحقق ما تصفه بردع الأعداء من جهة أخرى.

وفي خضم ذلك، تتكثف الاتصالات والزيارات بين الدول المعنية لمحاولة احتواء التصعيد في المنطقة، وسط تأكيد من أطراف عدة أن وقف الحرب على غزة هو الأساس.

وتفيد معلومات نقلًا عن مصادر دبلوماسية بوجود حراك يسوّق لمبادرة تقوم على إقناع إيران وحلفائها بعدم الرد على إسرائيل، في إطار صفقة شاملة تنهي بها إسرائيل الحرب على غزة.

"حل هجين"

وبشأن تصريح إيران الأخير بأن الأولوية تبقى لوقف التصعيد والحرب الإسرائيلية على غزة، وثانيًا لمعاقبة إسرائيل على اغتيال إسماعيل هنية، رأى أستاذ العلاقات الدولية وفضّ النزاعات بالجامعة الأردنية حسن المومني، أن طهران ومن خلال هذه التصريحات تفضل الدبلوماسية على مسألة الرد إذا ما حصل وقف لإطلاق النار.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمّان، أعرب المومني عن اعتقاده بأن إيران يمكن أن تبحث عن نوع من الحل الهجين لمعضلة الرد والتصعيد، إذا ما تم تقديم نوع من التنازلات السياسية في مسألة وقف إطلاق النار.

وأضاف: بعد ذلك يمكن "هندسة" نوع من الرد المضبوط لحفظ ماء الوجه، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تعبّر عن ضرورة أن يكون هناك دبلوماسية.

إلى ذلك، اعتبر المومني أنه في حال "حصلت مواجهة مباشرة وحرب مفتوحة وواجهت طهران القوة الأميركية والإسرائيلية، فإنها كدولة قد تخسر"، متحدثًا عن ميزان القوى بين الطرفين.

ورأى أن الحرب النفسية تمنح إيران مجالًا للتفكير منطقيًا، ويمكن لهذه الحالة الدبلوماسية في نهاية المطاف أن تنتج حلًا رماديًا.

"خيار نتنياهو حتى الآن هو الاستمرار بالحرب"

من جهته، أعرب الباحث والأكاديمي وسام ياسين عن اعتقاده بأن من يمكن أن يوافق على وقف الحرب نتيجة التصعيد الحاصل الآن، والرد المنتظر من أكثر من جبهة، لم يكن ليذهب أساسًا لاغتيال إسماعيل هنية في طهران أو فؤاد شكر في بيروت.

وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، قال ياسين إن من الواضح أن خيار نتنياهو حتى الآن هو الاستمرار بالحرب، مذكرًا بأن وقف الحرب في غزة فعليًا هزيمة لنتنياهو.

وتابع أن ما ينتظر نتنياهو أصعب بكثير لأن استهداف القنصلية في سوريا لا يشبه الضربة في طهران، واغتيال قائد عسكري لا يشبه اغتيال ضيف (هنية)، والقيام بهذه العملية مترافقة مع عملية اغتيال قائد عسكري بارز كفؤاد شكر أخذ الجميع إلى مكان أخر. وأعرب عن اعتقاده بأن الرد قادم، ما لم يطرأ متغير كبير.

وأشار إلى أن نصر الله تحدث في خطابه الأخير بالنيابة عن باقي الجبهات، عن أن الردود ستكون قوية، ولكنه تحدث عن رد حكيم، أي أنه ليس عشوائيًا.

وفيما توقف عند "عدم جهوزية أميركا لتدخل الآن حربًا شاملة من خارج أجندتها"، لفت إلى أن "إيران وحزب الله غير مضطرين أيضًا لدخول حرب شاملة، ولكن لا يمكنهما السكوت عن الضربة الإسرائيلية".

"لا حرب عالمية"

وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أوضح رئيس مكتب إيران بوكالة الاستخبارات الأميركية سابقًا نورمان رول، أن رد الولايات المتحدة كان مرتبطًا بأمرين، أولًا صرخة دبلوماسية لخفض التصعيد، وحصل ذلك من خلال التواصل المباشر مع إسرائيل، والأمر الثاني التواصل المباشر مع دول يمكنها أن تتحدث مباشرة مع إيران ومع حزب الله لحثهما على خفض التصعيد.

وأضاف أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود قد نجحت أم لا.

وأشار رول إلى وجود حاملات الطائرات في مضيق هرمز والمدمرات التي يمكن أن تعترض سبيل المسيّرات والصواريخ الإيرانية، لافتًا إلى أن "هذا الأمر سوف يساعد أيضًا القوة الجوية الإسرائيلية، ومن المرجح أن الدول الإقليمية لن يروق لها استخدام إيران أجواءها إذا ما قامت بعملية عسكرية".

وفيما ذكر بأن إيران تمتلك قدرات صاروخية ومسيّرات، لفت إلى أن "المسافة التي تبعدها عن إسرائيل طويلة، وسوف تشكل فرصة للأميركيين وآخرين لاعتراض سبيلها".

أما بالنسبة لحزب الله، فلفت رول إلى أن هناك تحديات تواجهه، ومن غير المرجح أن يقوم بشن هجوم وعملية عسكرية، حسب قوله.

واستبعد رول أن يكون هناك حرب عالمية تنخرط فيها إيران أو روسيا، لكنه قال: "إذا ما هاجمت إيران أو حزب الله إسرائيل وأدى ذلك لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين وأضرار اقتصادية، ربما ستُرغم تل أبيب على الرد وهذا يمكن أن يفضي إلى توسيع رقعة النزاع إقليميًا".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة