الإثنين 16 Sep / September 2024

اغتيال شكر محطة مفصلية.. كيف تدحرجت المعركة بين حزب الله وإسرائيل؟

طوفان الأقصى
اغتيال شكر محطة مفصلية.. كيف تدحرجت المعركة بين حزب الله وإسرائيل؟
الجمعة 9 أغسطس 2024

شارك القصة

أوغلت إسرائيل في سياسة الاغتيالات لعناصر حزب الله وقصفها للقرى جنوب لبنان
أوغلت إسرائيل في سياسة الاغتيالات لعناصر حزب الله وقصفها للقرى في جنوب لبنان- غيتي

بعد يوم واحد من انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في غزة، أي في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استهدف حزب الله اللبناني بالقذائف الصاروخية مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، معلنًا "إسناده للشعب الفلسطيني". 

وسريعًا ردّت إسرائيل، ودخلت الجبهة في رتابة القصف والقصف المضاد على طول 100 كيلومتر من الحدود.

اغتيال صالح العاروري

حافظ الطرفان في الأسابيع الأولى على نمط المواجهة: لا عمق ولا تصعيد، إلى أن كسرت إسرائيل جدول النار في الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي، يوم اغتالت عضو المكتب السياسي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، في غارة استهدفت مكتبه في ضاحية بيروت الجنوبية. 

لكن ذلك الاغتيال لم يكن الأول، بل سبقه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي استهداف لخمسة عناصر من قوة الرضوان في حزب الله بغارة على منزل ببلدة بيت ياحون الجنوبية. 

وكان لاغتيال العاروري حساباته المختلفة، من حيث عمقه الجغرافي وطبيعته السياسية، ما دفع بحزب الله للرد بعشرات الصواريخ مستهدفًا للمرة الأولى قاعدة ميرون الإسرائيلية.

استهداف محيط صفد ردًا على اغتيال وسام الطويل

وفي الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، أي بعد أيام قليلة من اغتيال العاروري وردّ حزب الله وتوسّع مدى النيران وكثافتها، نفّذت إسرائيل اغتيالًا آخر مستهدفةً القيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل. 

وسريعًا، ردّ حزب الله بمسيّرات انقضاضية وصلت إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية في محيط صفد، على عمق أكثر من 20 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.

ثم زاد الطرفان استهدافاتهما، عمقًا وكثافة نيران، وأوغلت إسرائيل في سياسة الاغتيالات لعناصر حزب الله وقصفها للقرى، فأسقط الحزب للمرة الأولى في 26 فبراير/ شباط الماضي مسيّرة إسرائيلية من طراز هيرمز 900. 

وهوت المسيّرة ومعها قواعد الاشتباك، حيث ردّت إسرائيل بغارات على قضاء بعلبك على عمق 100 كلم. فكان ردّ الحزب للمرة الأولى على قواعد عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل.

اغتيالان يشعلان الجبهة

وفي الحادي عشر من يونيو/ حزيران الماضي، اغتالت إسرائيل قائد وحدة نصر في حزب الله والمعروف حركيًا باسم "أبو طالب". 

ووُصف اغتيال ذلك القائد العسكري آنذاك بالأرفع منذ الثامن من أكتوبر الماضي، وتلاه بعد أقل من شهر، في الثالث من يوليو/ تموز الماضي، اغتيال لقائد وحدة عزيز في حزب الله والمعروف باسم "أبو نعمة". اغتيالان أشعلا الجبهة مجددًا ووسّعا مدى النيران وكثافتها من الطرفين.

وما بين الاغتيالين، نشر الإعلام الحربي لحزب الله مقاطع مصورة لقواعد ومنشآت عسكرية تغطي معظم المساحة الجغرافية شمالي إسرائيل، عاد بها ما بات يعرف باسم "الهدهد"، أو المسيّرة التي أطلقها حزب الله للاستطلاع والتصوير. وجاءت هذه الفيديوهات تزامنًا مع أحداث سياسية وميدانية.

اغتيال فؤاد شكر 

لكن الأمور وصلت إلى مرحلة الانفجار في الثلاثين من يوليو/ تموز الماضي، مع الغارة الإسرائيلية على قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة القائد العسكري الرفيع فؤاد شكر، الذي يصفه حزب الله بالقيادي المؤسس.

اغتيل شكر ومعه 4 أشخاص إضافة إلى عشرات الجرحى ودمار كبير. ويقول الحزب إن ما قبل هذا استهداف يقول ليس كما بعده.

ويشير الصحفي في "التلفزيون العربي" علي رباح إلى أن أهمية اغتيال شكر تتمثل في أن الغارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث توجد مكاتب لحزب الله ومجلس شورى الحزب.

كما اغتالت إسرائيل في هذه الغارة فؤاد شكر، وهو عضو مؤسس في حزب الله، كما وصفه أمين عام الحزب حسن نصر الله في خطابه الأخير، فيما وصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه رئيس أركان الحزب.

وجاء هذا الاستهداف بعد أيام قليلة من ورود رسائل تطمينية أميركية إلى لبنان بأن إسرائيل لن تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب رباح.

وشرح أن جبهة الجنوب شهدت تطورًا في استخدام الأسلحة، ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استخدم حزب الله القذائف المدفعية، ثم دخلت صواريخ "فلق 1" و"فلق 2" وصواريخ بركان التي يمكن أن تحمل رؤوسًا متفجرة، إضافة إلى صواريخ أرض-جو التي أسقطت مسيرات إسرائيلية ومنها مسيرة "هيرمز 900". كما يستهدف حزب الله مواقع إسرائيلية بالمسيرات الانقضاضية والهجومية.

ولفت رباح إلى أن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أشار في تصريحات إلى أن الحزب لم يستخدم سوى 10% من قدراته العسكرية. وذكر أن تقارير لمعاهد الدراسات العالمية واللبنانية تشير إلى أن حزب الله يمتلك صواريخ دقيقة.

المصادر:
التلفزيون العربي
Close