الخميس 19 Sep / September 2024

عملية متعدّدة الخطوات.. ماذا يحدث خلال تشريح الجثة؟

عملية متعدّدة الخطوات.. ماذا يحدث خلال تشريح الجثة؟
الجمعة 23 أغسطس 2024

شارك القصة

في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى إجراء عملية تشريح للجثة في تحقيق أكثر شمولًا في أسباب الوفاة
في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى إجراء عملية تشريح للجثة في تحقيق أكثر شمولًا في أسباب الوفاة- غيتي

يلجأ الأطباء الشرعيون إلى تشريج جثة شخص متوفٍ لمعرفة أسباب الوفاة غير المتوقّعة أو المفاجأة.

وعلى غرار ما يتم تجسيده في برامج الجريمة التي تعرض على التلفاز، فإن معظم عمليات التشريح تكون طفيفة التوغل حيث يظل الجسم سليمًا طيلة عملية التشريح. لكن في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى تحقيق أكثر شمولًا في أسباب الوفاة.

في كل خطوة من عملية تشريح الجثة، يتم إعطاء الأولوية لكرامة المتوفى واحترامه.

وفي هذا الإطار، شرحت المحاضرة في أنثروبولوجيا الطب الشرعي بجامعة غرب سيدني هايلي غرين في مقال لموقع "ذا كونفرزيشن" (The Conversation) خطوات عملية التشريح.

ما هي أنواع التشريح؟

اعتمادًا على ظروف الوفاة، هناك نوعان من عمليات التشريح: التشريح غير التاجي والتشريح التاجي.

1- التشريح غير التاجي

يتم إجراء التشريح غير التاجي، عندما يكون سبب الوفاة معروفًا، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات. على سبيل المثال، قد ترغب الأسرة في معرفة مدى تطور الحالة الطبية المعروفة التي أدت إلى الوفاة، وما مدى فعالية أي علاجات سبقت وقت الوفاة، ما إذا كان هناك دليل على وجود حالة طبية محتملة غير مشخّصة قد تكون ساهمت في الوفاة.

تشريح غير تاجي

ويتمّ إجراء عمليات التشريح غير التاجي في مشرحة المستشفى أو في منشأة علم الأمراض الشرعي من قبل أخصائي علم الأمراض التشريحي أو أخصائي علم الأمراض الشرعي. وأخصائي علم الأمراض التشريحي هو متخصص في اكتشاف وتشخيص الأمراض في الأعضاء والأنسجة. ويشارك أخصائي الطب الشرعي في التحقيقات الطبية والقانونية ويفحص الجسم وأعضاءه للبحث عن المرض أو الإصابة التي قد تسبب الوفاة.

2- التشريح التاجي

أما التشريح التاجي فيحدث عندما تكون الوفاة غير متوقّعة أو عنيفة أو غير طبيعية أو نتيجة لحادث.

ويتمّ تصنيف مثل هذه الوفيات على أنّها حالات وفاة "يمكن الإبلاغ عنها"؛ وبموجب القانون، يجب إبلاغ الطبيب الشرعي بها.

وتُساعد هذه التقارير التي تعدها الشرطة عادة، بالإضافة إلى التشريعات ذات الصلة بالولاية، الطبيب الشرعي في اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيأمر بتشريح الجثة أم لا.

يمكن أن يكون هذا الأمر عبارة عن فحص خارجي، أو فحص داخلي لتجويف واحد في الجسم، أو تشريح متعدّد التجاويف.

ويقوم أخصائي الطب الشرعي بالتشريح التاجي في منشأة الطب الشرعي.

ما هي خطوات التشريح المختلفة؟

إذا أمر الطبيب الشرعي بإجراء عملية تشريح، تخضع الجثة لسلسة من الإجراءات الطبية، وهي:

1- فحوصات خارجية

يجري الطبيب الشرعي فحصًا بالأشعة المقطعية، وهو ما قد يكون كافيًا لتحديد سبب الوفاة من دون إجراء مزيد من التحقيقات.

لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، يتمّ وضع الجثة بعناية على طاولة الفحص حيث تتم إزالة أي ملابس وممتلكات شخصية.

بعد ذلك، يجري أخصائي علم الأمراض فحصًا خارجيًا، حيث يبحث في سطح الجسم ويسجّل أي علامات مرئية لسبب الوفاة أو علامات تحديد الهوية. وقد تشمل هذه العلامات الوشم أو الندوب التي يمكن أن تثبت أو تؤكد هوية المتوفى.

تشريح تاجي

ويتمّ التقاط صور للجثة، وأخذ عينات من سوائل الجسم مثل البول والدم والسائل الزجاجي من العين، واختبارها بحثًا عن المخدرات أو السموم أو أي مواد أخرى.

وفي حال عدم التمكن من تحديد سبب الوفاة من خلال الفحص الخارجي، يجري الطبيب لشرعي المزيد من التدخلات.

2- إزالة الأعضاء

تُعتبر عملية نزع الأحشاء عملية مهمة لإزالة الأعضاء، بحيث يقوم أخصائي علم الأمراض بفحصها بالتفصيل للمساعدة في تحديد سبب الوفاة.

وتُعرف تقنية نزع الأحشاء الأكثر شيوعًا باسم طريقة "Letulle" (وتسمى أحيانًا الطريقة الجماعية)، حيث تتمّ إزالة الأعضاء في كتلة واحدة كبيرة تبدأ من اللسان والحلق وتمتد إلى المستقيم.

وتتضمّن الخطوة الأولى من هذه العملية استخدام مشرط لإجراء شقّ كبير في الجلد، يُعرف عادةً باسم الشق على شكل حرف "y". ويمتد هذا الشقّ من خلف كل أذن، أو في بعض الأحيان، من عظام الترقوة، إلى الخط الأوسط للصدر. ويتمّ تمديد الشقّ عبر منتصف الصدر باتجاه البطن، ويتوقّف عند الجزء الأمامي من عظمة الحوض.

بعدها، يتمّ سحب طبقات الجلد والدهون والعضلات إلى الخلف لكشف هياكل الرقبة وأعضاء البطن والقفص الصدري. ثمّ يتمّ قطع القفص الصدري من كل جانب باستخدام المقصات للسماح بإزالة الجزء الأمامي من الصدر، لكشف القلب والرئتين.

بعد فحص مواقع الأعضاء في الصدر والبطن، يمكن إزالة الأمعاء. ويتمّ فصل الوصلات بين الأعضاء وجدار الجسم، ثم تُرفع كتلة العضو من الجسم.

وعندها، يُمكن لأخصائي علم الأمراض إجراء فحص تفصيلي، ووزن كل عضو على حدة. ويقوم بعد ذلك بتشريحه لتحديد ما إذا كانت هناك أي علامات واضحة للمرض أو الصدمة التي يمكن أن تكون قد ساهمت في الوفاة.

ويأخذ الطبيب الشرعي عينات الأنسجة من كل عضو لتحليل الأنسجة تحت المجهر، بحثًا عن دليل على سبب الوفاة.

3- تشريح الدماغ

قد يطلب الطبيب الشرعي أيضًا تشريح الدماغ. ويتضمّن ذلك إجراء شقّ عبر فروة الرأس داخل خط الشعر حيثما أمكن ذلك، بحيث يمكن تقشير الجلد مرة أخرى لكشف الجمجمة.

يقوم الطبيب الشرعي بإزالة الجزء العلوي من الجمجمة باستخدام منشار للوصول إلى الدماغ، والذي سيتمّ إزالته بعد فصله عن جذع الدماغ.

وسيبحث أخصائي علم الأمراض عن علامات جلطات الدم أو الصدمات أو المرض. وفي بعض الحالات، قد يُصدر الطبيب الشرعي أمرًا بالاحتفاظ بالدماغ لفترة أطول لإجراء فحص أكثر تفصيلًا وشمولًا.

بعد الانتهاء من التشريح، يقوم الطبيب الشرعي بإعادة الأعضاء إلى تجويف البطن وإغلاق جميع الشقوق الجراحية.

بعد ذلك، يتمّ تسليم الجثة إلى العائلة وإجراء ترتيبات الجنازة. ويقوم الطبيب الشرعي بإعداد تقرير مؤقت عن سبب الوفاة ويقدّمه للعائلة.

وبعد ظهور النتائج النهائية، يتمّ تحديد سبب الوفاة، أو إدراجه على أنّه "غير مؤكد" أي أنّه لا يُمكن تحديد سبب الوفاة.

المصادر:
ترجمات
Close