رغم أجواء التوتر التي أدت إلى إلغاء المهرجانات والفعاليات الفنية الصيفية في لبنان اقتنصت مهرجانات بعلبك الدولية ليلة هادئة صدح فيها صوت الموسيقى وحلت السكينة والسلام في النفوس، بحفل كبير جمع بين فرقتين لبنانية وفلسطينية بالعاصمة بيروت.
فقد استضاف مسرح كركلا مساء أمس الخميس حفل "أوتار بعلبك" الذي أحيته على مدى ثلاث ساعات فرقة شربل روحانا من لبنان وفرقة الثلاثي جبران الفلسطينية وسط حضور جماهيري كبير.
وعزف شربل روحانا لحن (لبيروت) قبل أن تتداخل على المسرح أوتار فرقته السداسية عزفًا على العود فقدموا عددًا من الأغاني الخاصة به ومقطوعات تراثية إضافة إلى معزوفة خاصة بعنوان (جذور مشتركة) وألحان بعض الأغاني منها (مياس) و(سوار) و(روزانا) و(سلامي معِك).
مهرجانات بعلبك في بيروت
وكان من المقرر إقامة هذا الحفل في بعلبك لكن تم نقله إلى بيروت لتجنيب الجمهور والموسيقيين أوضاعًا أمنية يعيشها البقاع اللبناني بسبب التوتر المتواصل والقصف المتبادل منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
من جانبها أشارت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج إلى أن "هذه السنة تختلف عن غيرها"، وأردفت: "لقد قررنا التركيز على حفلة واحدة آخذين بعين الاعتبار الأوضاع الإقليمية التي نمر بها".
وأضافت فريج: "لقد قمنا بتأجيل الحفل إلى نهاية الصيف آملين بتوقف الحرب لكي نستطيع أن نقدم (أوتار بعلبك) في بعلبك إنما في الشهر الجاري تواصلت الهجمات الإسرائيلية على البقاع لذا حفاظًا على الفنانين والجمهور لم يعد عندنا خيار سوى نقل الحفل إلى بيروت لأن الصمت يعني الموت ببطء".
رسالة سلام
ونوهت إلى أنه في "هذه السنة كنا بصدد تحضير أشياء كبيرة لبعلبك لكن الظروف لم تسمح لنا أن نكمل، ورأينا باكرًا أن الحالة الأمنية في توتر ونحن لسنا قادرين أن نجازف بالفنانين أو الجمهور ونأخذهم على بعلبك في وقت كانت فيه الهجمات الإسرائيلية تضرب البقاع".
وراحت تقول: "قررنا أن نركز على سهرة تعني شيئًا خاصًا بالنسبة للأوضاع الإقليمية التي نمر فيها وهذا هو السبب الذي جعلنا نلغي كل البرنامج الذي كنا نحضره لكي نركز على هذه الحفلة ولنقدم هذه الحفلة الموسيقية التي يوجد فيها حوار وانسجام ورسالة سلام مع فرقة لبنانية وفرقة فلسطينية والآلة التي تجمع كل قلوبنا فورًا".
من جانبه، قال شربل روحانا: "كنت أفضل مثل كل الموسيقيين اللبنانيين أو الفلسطينيين أن ننظم الحفلة ببعلبك بمدينة الشمس المكان الأساسي الذي تقام فيه مهرجانات بعلبك لكن للضرورة أحكام... كانت خطوة ملفتة أن تقرر لجنة مهرجانات بعلبك نقل المهرجان إلى بيروت".