الأحد 22 Sep / September 2024

نقل بيانات بين الأرض والفضاء.. ابتكارات ثورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي

نقل بيانات بين الأرض والفضاء.. ابتكارات ثورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي

شارك القصة

ستمنح التقنيات المبنية على مبادئ فيزياء الكم والتي تدرس الأجسام المتناهية الصغر عمليات تواصل ونقل للبيانات بشكل آمن - غيتي
ستمنح التقنيات المبنية على مبادئ فيزياء الكم والتي تدرس الأجسام المتناهية الصغر عمليات تواصل ونقل للبيانات بشكل آمن - غيتي
يعتبر الذكاء الاصطناعي مهمًا لعمليات المراقبة أو إدارة الحطام الفضائي أو استكشاف الفضاء عبر تحسين جودة التحليلات.

تطرح الابتكارات الجديدة المعروضة خلال الأسبوع العالمي للفضاء الذي أُقيم هذا الأسبوع في باريس، تغييرًا جذريًا في القطاع الفضائي، ومنها مثلًا محركات قابلة لإعادة الاستخدام ومسارات للأقمار الاصطناعية مُحسَّنة بواسطة أجهزة كمبيوتر كمومية، أو عمليات مراقبة أسهل بفضل الذكاء الاصطناعي.

ويوضح المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية يوزيف أشباخر لوكالة "فرانس برس"، أن "الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية يشكلان ثورة كبيرة".

وستمنح التقنيات المبنية على مبادئ فيزياء الكم، والتي تدرس الأجسام المتناهية الصغر، عمليات تواصل ونقل للبيانات بين الفرق في الفضاء وعلى الأرض بشكل فوري تقريبًا وآمن، بفضل التشفير الذي يجعل عمليات الاختراق شبه مستحيلة.

وستساعد أجهزة الكمبيوتر الكمومية، الأقوى من تلك التقليدية، على تحسين المسارات الفضائية، وهو شرط أساسي للمهمات الطويلة وتجنّب حوادث الاصطدام بين الأقمار الاصطناعية والحطام الفضائي. وستعمل التلسكوبات الكمومية على تحسين نوعية الصور.

ويشير أشباخر إلى أن التقنيات الكمومية تنطبق أيضًا على "الاتصالات، وعمليات الحساب، ورصد الإشارات من الفضاء والتغيرات في الجاذبية، حتى تحت الأرض".

تقدّم في الكفاءة والسرعة

ومن خلال تحسين جودة التحليلات وتوفير الوقت، يُعدّ الذكاء الاصطناعي مهمًا لعمليات المراقبة أو إدارة الحطام الفضائي أو استكشاف الفضاء.

وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، تقول لين شاسانيه، رئيسة شركة بلاكسكاي الأميركية المتخصصة في صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في الوقت الفعلي تقريبًا: "يمكننا دمج سنوات من رصد الأجسام في خوارزمية مع معدل ثقة أعلى من 95%، ثم نقل ذلك إلى إنسان لإجراء التحليل بناء على" هذه البيانات.

وتضيف: "سنحقق تقدمًا لناحية الكفاءة والسرعة" في مجال مراقبة الأرض. وهذا سيجعل من الممكن تحديد أجسام أصغر حجمًا وتطوير خوارزميات مخصصة للزبائن.

وبناءً على نجاح الرحلة الأولى لصاروخ "أريان 6" في يوليو/ تموز، يعوّل الرئيس التنفيذي لشركة "أريان سبايس" ستيفان إسرائيل، على التطورات في محركات دفع المركبات الفضائية والقدرة على إعادة استخدامها.

ويقول لـ"فرانس برس": "لدينا اليوم محركات تعمل بالهيدروجين والأكسجين، وقد نكون غدًا أمام محركات تعمل بالأكسجين والميثان"، لأن الغاز الأخير أنظف من حرق الهيدروجين فقط.

تقليل كلفة المهام الفضائية

وسيكون محرك الصاروخ القابل للتكيّف مع أنواع مختلفة من بروميثيوس، التي ابتكرتها "أريان غروب"، قادرًا على حرق خليط من الأكسجين والميثان السائل.

ويقول ستيفان إسرائيل: "نعمل على إعادة استخدام هذا المحرك" من خلال شركة "مايا سبايس" التابعة لمجموعة "أريان غروب"، والتي تعمل على تطوير مشروع قاذفة خفيفة قابلة لإعادة الاستخدام جزئيًا.

وتُعدّ القدرة على إعادة استخدام مركبة مسألة رئيسية للأوروبيين، الذين بسبب تقنياتهم باهظة الثمن وذات الاستخدام الواحد، يتخلفون عن شركة "سبايس اكس" التابعة لإيلون ماسك، والتي يمكن استخدام صواريخها "فالكون 9" حتى عشر مرات، ما يقلل من كلفة مهامها.

على عكس الأقمار الاصطناعية التقليدية، التي يتم تحديد وظائفها مسبقًا بواسطة الأجهزة الموجودة فيها، يمكن للأقمار الاصطناعية "المحددة من خلال برنامج" إعادة تصميم مهامها خلال الرحلة، عبر تحديثات للبرامج.

وبعد وضعها في المدار، يمكن لهذه الأقمار الاصطناعية الانتقال من مهمة إلى أخرى، على سبيل المثال من مهمة مراقبة الأرض إلى الاتصالات.

ويرى رئيس أنظمة الأقمار الاصطناعية التجارية في شركة "بوينغ" راين ريد، أنها أكثر تكنولوجيا واعدة حاليًا في مجالها.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close