استعرضت شركة "غوغل" أمس الثلاثاء مميزات النسخة الجديدة من هواتفها الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما برنامجها الرئيسي في هذا المجال "جيمناي" الذي بات مدمجًا في صميم الأجهزة.
جاء ذلك خلال حدث أقيم في المقر الرئيسي لمجموعة "غوغل" في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، حيث تحدث المطورون عن مزايا هواتف "بيكسل 9" وسواها من أجهزة "غوغل" الذكية التي أدمج بها الذكاء الاصطناعي.
وتسعى "غوغل" بذلك إلى مواصلة سعَيها إلى إنشاء أدوات مساعِدَة قائمة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتنافس مع الشركات الرائد في هذا المجال عبر تقديم ميزات مفصّلة أكثر فأكثر على قياس كل مستخدم.
سكرتيكم الخاص
وتتميز طرازات "بيكسل 9" بشريحة مصممة خصيصًا لـ"جيمناي"، قادرة على فهم البيانات وإنتاجها في شكل نصوص وأصوات وصور وسوى ذلك.
حول هذا الموضوع تشرح شيناز زاك إحدى المسؤولات عن منتجات "بيكسل"، خلال مؤتمر صحافي، إن "جيميناي يمكن أن يوفر للمستخدمين مساعدة شخصية لا مثيل لها، من خلال ولوجه، بإذن منهم، المعلومات المناسبة في بريدهم الإلكتروني، وفي تقويمهم calendar، وفي الكثير غيرهما".
وسيكون في وسع أداة المساعَدة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثلاً تحديد موعد مع مصفف الشعر أو الميكانيكي، وكتابة الرسائل، والعثور على لقطات الشاشة واستخراج المعلومات منها، والاطلاع على دعوة لحضور نشاط ما والتحقق من إمكان مشاركة المستخدم فيه، وسوى ذلك من المهام.
وأكدت زاك أن هذا البرنامج "يتعامل مع هذا النوع من الطلبات المتشابكة من دون إرسال بيانات المستخدم الشخصية إلى مزود ذكاء اصطناعي تابع لجهة ثالثة قد لا يعرفها المستخدم أو لا يثق بها"، في إشارة ضمنية إلى "أبل" التي تحالفت مع "أوبن إيه آي" لتوفير وظائف من هذا القبيل.
وسبق أن تعرضت شركة "مايكروسوفت" لانتقادات في مايو/ أيار بعدما كشفت النقاب عن "كمبيوتر شخصي قائم على الذكاء الاصطناعي"، بسبب وظيفة تتيح للكمبيوتر تذكُّر كل ما يراه المستخدم على الشاشة.
تبادل الأفكار مع الذكاء الاصطناعي
لكنّ جيني بلاكبيرن اعتبرت في عرضها "جيمناي لايف"، وهو تطبيق للدردشة شفهيًا مع أداة المساعَدة، متاح باللغة الإنكليزية على كل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام "اندرويد"، أن "أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي تكون فعلاً مفيدة وشخصية إذا كانت تستطيع إجراء المحادثات".
وينبغي أن تتيح هذه الأداة للمستخدم تبادل الأفكار والتدرّب قبل مقابلة للحصول على وظيفة مثلًا.
وهذا هو الهدف النهائي لشركات "التكنولوجيا"، وهو توفير أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي مفصّلة بدرجة كبيرة على قياس كل مستخدم، وتكون قادرة على التفكير مثل البشر.
كما ستكون هواتف "غوغل" الجديدة، قادرة على تسجيل المكالمات الهاتفية وتلخيصها مباشرة على الجهاز.
منافسة "غوغل" بالذكاء الاصطناعي
وتتمتع "غوغل" بأرجحية كبيرة في المنافسة في مجال أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنها أن تجمع بيانات المستخدمين بفضل خدماتها الواسعة النطاق، ومن بينها محركها للبحث ونظامها التشغيلي للأجهزة المحمولة "اندرويد"، وتطبيقات مثل "يوتيوب" و"غوغل مابس"، و"جي ميل".
ومن خلال تزويد أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي هذه المعلومات، يمكنها أن تصبح أشبه بسكرتير ذي معرفة كلية، متاح الاستخدام في أي وقت، يستطيع تنفيذ عدد كبير من المهام نيابة عن المستخدم.
وتأمل "غوغل" التي تتصدر السباق مع "مايكروسوفت"، في إعطاء زخم جديد لهواتفها الذكية وتعزيز جاذبية "اندرويد".
وسيباع هاتف "بيكسل 9" بسعر يبدأ من نحو 990 دولارا، في حين أن الطرازات الأكثر تطوراً التي تسمى "برو" ستباع بسعر يبدأ من 1210 دولارات، والطراز القابل للطي بسعر 2090 دولارًا.