السبت 5 أكتوبر / October 2024

السباق إلى البيت الأبيض.. نظرة على النظام الانتخابي المعقد

السباق إلى البيت الأبيض.. نظرة على النظام الانتخابي المعقد

شارك القصة

يعد النظام الانتخابي الرئاسي في أميركا معقدًا وفريدًا - رويترز
يعد النظام الانتخابي الرئاسي في أميركا معقدًا وفريدًا - رويترز
يرجع النظام الانتخابي في الولايات المتحدة إلى دستور العام 1787، الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر بدورة واحدة.

انتصر دونالد ترمب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، رغم تقدمها عليه بنحو ثلاثة ملايين صوت.

وانتُخب جورج دبليو بوش في العام 2000 متغلبًا على آل غور، مع أن هذا الأخير حصد نصف مليون صوت أكثر منه في اقتراع رئاسي يستند إلى نظام معقد وفريد.

ويشكل "الناخبون الكبار" في الهيئة الناخبة لبّ هذا النظام. وفي المثالين السابقين يفسَّر الفوز المفاجئ لهذين المرشحين الجمهوريين، بكونهما تجاوزا عدد الناخبين الكبار الضروري للفوز وهو 270.

في ما يأتي نلقي الضوء على بعض جوانب هذا النظام، قبل شهر على موعد الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.

النظام الانتخابي في الولايات المتحدة

يرجع هذا النظام إلى دستور العام 1787، الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر بدورة واحدة.

ورأى الآباء المؤسسون في ذلك حلًا وسطًا بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر، وبين انتخابه من قبل الكونغرس وهو أمر اعتبر أنه لا يستوفي كل الشروط الديمقراطية.

ورفعت إلى الكونغرس مئات الاقتراحات لتعديل الهيئة الناخبة أو إلغائها على مر العقود، ومع تسجيل نتائج صادمة، لكن لم يفض أي منها إلى نتيجة.

من هم الناخبون الكبار؟ 

يبلغ عدد الناخبين الكبار 538 غالبيتهم من المسؤولين المنتخبين والمسؤولين المحليين في أحزابهم، ولا يرد اسمهم على بطاقات الاقتراع وهم بغالبيتهم غير معروفين من الرأي العام.

ولكل ولاية عدد ناخبين كبار يعادل عدد ممثليها في مجلس النواب، الذي يحدَّد وفقًا لعدد السكان وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية).

ففي كاليفورنيا مثلًا 55 ناخبًا كبيرًا، وفي تكساس 38. أما عددهم في كل من فيرمونت وآلاسكا ووايومينغ وديلاوير، فثلاثة فقط.

والمرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات في ولاية ما يحصد كل الناخبين الكبار فيها، باستثناء نبراسكا وماين اللتين توزعان الناخبين الكبار على أساس نسبي.

دستور مثير للجدل

وفي نوفمبر 2016، فاز دونالد ترمب بأصوات 306 ناخبين كبار. وطالب ملايين الأميركيين بلجم وصوله إلى البيت الأبيض. إلا أن ناخبَين كبيرين اثنين فقط في تكساس بدّلا رأيهما فحصل على 304 أصوات.

وهذه الواقعة ليست الأولى من نوعها. فقد خسر خمسة رؤساء أميركيين التصويت الشعبي، لكنهم فازوا بالانتخابات، كان أولهم جون كوينسي في 1824 في مواجهة أندرو جاكسون.

وكانت انتخابات العام 2000 الشهيرة قد أدّت إلى معركة قضائية غير مسبوقة في فلوريدا بين جورج دبليو بوش والديمقراطي آل غور.

وكان هذا الأخير قد فاز بعدد أكبر من الأصوات على الصعيد الوطني، إلا أن المرشح الجمهوري حصل على 271 من أصوات الهيئة الناخبة.

"ناخبون غير أوفياء"

ما من بند في الدستور يلزم الناخبين الكبار بالتصويت بطريقة أو بأخرى.

لكن في حين ترغم بعض الولايات على احترام التصويت الشعبي، لم يتعرض "الناخبون غير الأوفياء" في غالبية الأحيان إلا لغرامة فقط.

لكن في يوليو/ تموز 2020، رأت المحكمة الأميركية العليا أن الناخبين الكبار "غير الأوفياء" قد يتعرضون لعقوبات في حال لم يحترموا خيار المواطنين.

وبين العامَين 1796 و2016، صوّت 180 من الناخبين الكبار خلافًا للتوقعات في الانتخابات الرئاسية. لكن هذه العمليات لم تؤثر على النتيجة النهائية بشأن هوية الفائز بالانتخابات.

ويجتمع الناخبون الكبار في منتصف ديسمبر/ كانون الأول في ولايتهم.

في السادس من يناير/ كانون الثاني 2025، وفي ختام الاحتساب الرسمي للأصوات، يعلن الكونغرس رسميًا اسم الرئيس أو الرئيسة. إلا أن النتيجة تعرف قبل ذلك الموعد بكثير.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close