Skip to main content

لبنان تحت النار.. ما هي إستراتيجية الحرب الإسرائيلية وتكتيكات تل أبيب؟

الجمعة 4 أكتوبر 2024
تنطوي خيارات التصعيد الإسرائيلي في لبنان والمنطقة على مخاطر كبيرة - الأناضول

يبدو أنّ إسرائيل وجيشها في خضم لعبة غامضة وطويلة الأمد في لبنان، حيث تسعى قواتها لتحقيق اختراق في جبهة الجنوب، بينما يتوالى القصف على القرى والبلدات الحدودية، وتنفيذ عمليات توصف بـ"الدقيقة" في بيروت.

وأمام هذه الوقائع، أصبحت الهوامش المتاحة لمنع اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، أضيق من أي وقت مضى، لا سيما وأنّ الخطوات الإسرائيلية إلى إعادة بناء ما يُعرف وفق منطق تل أبيب بـ "الردع"، تقتصر إلى حد كبير على استخدام القوة، وفي حال فشلها تتجه لاستخدام قوة أكبر.

وتعتبر منصّات أميركية أنّ المنفذ يكمن الآن في عثور إسرائيل على مخرج وتسوية دبلوماسية طويلة الأمد، قبل أن تتحوّل الأمور ضدها.

وتكشف الحرب الإسرائيلية على لبنان فشل الجهود التي تترددّ بأكثر من مكان، لنزع فتيل التصعيد.

وفي هذا الإطار، تقول هيئة البثّ الإسرائيلية إنّ جيش الاحتلال أمر للمرة الأولى منذ بدء التصعيد مع لبنان، بإخلاء قرى وبلدات واقعة شمال نهر الليطاني.

ويتزامن ذلك مع اتهام تل أبيب لبيروت بالسماح بتهريب الأسلحة عبر معبر المصنع الحدودي، الأمر الذي نفته الحكومة اللبنانية، مؤكدة أنّ جميع المعابر تحت سيطرة الدولة اللبنانية.

وأمام خيارات التصعيد الإسرائيلي التي تنطوي على مخاطر كبيرة، لا سيما إذا كانت تشمل اتساعًا في جغرافيا الاشتباك، يقول الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ البيت الأبيض يُناقش احتمالية دعم قيام إسرائيل بضرب منشآت النفط الإيرانية.

وعلى وقع التحذيرات المتواصلة من الحرب الشاملة التي تبدو أقرب من أي وقت مضى، أعلنت موسكو البدء بإجلاء رعاياها من لبنان، وحذت لندن حذوها.

فما هي إستراتيجية الحرب الإسرائيلية وتكتيكات تل أبيب؟ وما هي مآلات اتساع الصراع في لبنان؟ وما هي انعكاساته على الأمن الإقليمي والدولي؟

"إستراتيجية ضغط عسكري ونفسي"

اعتبر الفريق قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق، أنّ إسرائيل ماضية في إستراتيجيتها العدوانية بشكل واضح؛ من حيث القصف الجوي في العمق اللبناني والقصف على الحدود اللبنانية- الفلسطينية لإسناد العملية البرية في جنوب لبنان، والضغط النفسي عبر أوامر الإخلاء إلى قرى ما بعد شمال الليطاني.

وقال محمود في حديث إلى التلفزيون العربي من عمّان، إنّ إستراتيجية إسرائيل في العملية البرية تقوم على الهجوم من عدة محاور، على أن يتم تطوير الخطط بناء على نتائج هذه الهجمات.

لكنّه في الوقت نفسه، أكد أنّ جيش الاحتلال يُواجه مقاومة مختلفة تمامًا من حيث التماثل العسكري.

"عقيدة الصدمة والترويع"

بدوره، أوضح رامي منصور، رئيس تحرير موقع "عرب 48"، أنّ إسرائيل تعتمد على الصعيد الجوي عقيدة الصدمة والترويع، حيث تشلّ الخصم وتقلّل حافز الردّ أو الاستعداد لخوض القتال.

وقال منصور في حديث إلى التلفزيون العربي من حيفا، إنّ إسرائيل على أرض الميدان تختبر مدى استجابة "حزب الله" واستعداده للمواجهة، حيث تمكّنت قواتها وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، من الدخول إلى عمق أقل من كيلومترين في الأراضي اللبنانية بينما تُواجه مقاومة شرسة.

وأضاف أنّ توسيع الاجتياح البري يعتمد على ردّ "حزب الله" ومدى شراسة المعارك، عدا عن انشغال تل أبيب بالردّ على الهجوم الإيراني.

وأوضح أنّه في حال قرّرت إسرائيل فتح جبهة مع إيران، فهذا يعني استنزاف القدرات الجوية والسلاح الجوي الإسرائيلي.

واعتبر أنّ السؤال المطروح حاليًا في أوساط القيادة السياسية الإسرائيلية يتمحور حول ما إذا كانت تل أبيب معنية بالتصعيد مع إيران.

"إسرائيل معنية بالتصعيد مع جميع الأطراف"

من جهته، أكد الدكتور إبراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أنّ إسرائيل معنية وبقرار إستراتيجي بأن يكون هناك تصعيد في هذه المواجهة مع الأطراف جميعها، بما فيها إيران.

وقال فريحات في حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة، إنّ التصعيد مع الأطراف جميعها يأتي ضمن رؤية نتنياهو الواسعة من أجل تحقيق مكاسب إستراتيجية في المنطقة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

وأضاف أنّه رغم ضمانات غربية بمحاولة وقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، إلا أنّ نتنياهو لم يلتزم بذلك، ولجأت إسرائيل إلى التصعيد واغتالت الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله.

ولكنّه أكد في الوقت نفسه أنّ هذا لا يعني بالضرورة الاتجاه إلى حرب شاملة.  

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة