أرجأ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، التصويت على موعد وأهداف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية.
وفي الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، شنت إيران هجوًما بنحو 180 صاروخًا "انتقامًا" لاغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان، ومجازر إسرائيل بغزة ولبنان.
وفي اليوم التالي، أقر الجيش الإسرائيلي بأن الضربة الصاروخية خلفت أضرارًا في بعض قواعده الجوية، ليقول بعدها إن الاستعداد للرد على طهران مستمرة، وأن إسرائيل لا تنوي المضي قدمًا دون رد "كبير وشديد" على الهجوم الإيراني.
وقالت إيران إن هجومها استند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي "تنص على حق الدول الأعضاء في استخدام القوة للدفاع عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح ضدها".
الكابينت يرجئ التصويت على موعد استهداف إيران
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة: إن "الكابينت لم يتوصل إلى قرار ملموس بشأن الهجوم على إيران خلال النقاش الذي عقد خلال ساعات الليل (مساء الخميس)".
من جهته، قال موقع "واينت" الإخباري إن "الكابينت ناقش موضوع الضربة، لكنه امتنع عن اتخاذ قرارات".
وأوضح الموقع أن "الكابينت ناقش عددًا من القضايا لمدة أربع ساعات تقريبًا، بما في ذلك الرد الإسرائيلي المخطط له في إيران".
وأضاف: "أفادت تقارير أمس أنه كان متوقعًا أن يصوت الكابينت على الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، ولكن في النهاية لم يجر تصويت، ولم يفوض الكابينت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت باتخاذ قرار بشأن هذه القضية".
وفيما ذكر الموقع أن "الهدف هو تأجيل التصويت والموافقة حتى وقت قريب جدًا من الهجوم، من أجل الحفاظ على عنصر المفاجأة"، أشار إلى أن "تأخير التصويت سيؤدي إلى تأجيل رحلة غالانت إلى الولايات المتحدة".
وقبل أيام، وضع نتنياهو شروطًا لزيارة غالانت إلى الولايات المتحدة، وأوضح له أن "الرحلة لن تكون ممكنة إلا بعد أن يتحدث هو نفسه مع بايدن، وبعد أن يوافق الكابينت على طبيعة الرد ضد إيران".
وعقب ذلك، أعلن مكتب غالانت أنه "بناء على طلب رئيس الوزراء، قام الوزير بتأجيل رحلته الليلة الماضية إلى ما بعد المحادثة السياسية بين رئيس الوزراء والرئيس الأميركي".
وقبل أيام، صادق الكابينت الإسرائيلي على الرد على الهجوم الإيراني، ولكن توقيت وأهداف الهجوم ما زالت قيد البحث.
الرد الإسرائيلي على إيران
وفي سياق متصل، قال موقع أكسيوس نقلًا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين إن بايدن ونتنياهو اقتربا من التوصل إلى اتفاق بشأن الرد الإسرائيلي ضد إيران.
وأضاف أن إدارة بايدن تتقبل فكرة شن هجوم إسرائيلي كبير على إيران، لكنها تخشى أن يؤدي ضرب أهداف معينة لنشوب حرب إقليمية.
وفي هذا الإطار، أشار الخبير في الشأن السياسي خالد الترعاني إلى أن تأجيل رحلة غالانت إلى واشنطن جاء بسبب ما أسماه فيتو من نتنياهو الذي اعترض على الرحلة قبل أن يوافق غالانت على الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية من جهة، ومن جهة أخرى حتى يكون هناك اتصال بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي حديث للتلفزيون العربي من أوهايو الأميركية، أضاف الترعاني أن نتنياهو لا يريد أن يكون كأنه مستثنى من هذا النقاش، خصوصًا أنه لا يثق ببايدن ولا بوزير أمنه يوآف غالانت والذي حاول نتنياهو أن يقيله مرتين خلال السنتين الماضيتين.
وأوضح الترعاني أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون شريكة بالرد الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرًا إلى أن هذه الإشكالية الأميركية تعطي انطباعًا بأنهم يقتربون من سد هذه الفجوة، وبأن نتنياهو هو الذي اقترب من الولايات المتحدة وليس هي التي اقتربت من إسرائيل.
وأردف أن هناك قلقًا أميركيًا يتمثل في أن أي ضربة تستهدف المنشآت النفطية أو المنشآت النووية الإيرانية هي مرفوضة أميركيًا لأنها قد تكون بداية لتصعيد لا يستطيع أحد أن يوقفه.