الأحد 17 نوفمبر / November 2024

عبر التبرعات.. لبنانيون يدخلون سيارات إسعاف جديدة إلى الخدمة

عبر التبرعات.. لبنانيون يدخلون سيارات إسعاف جديدة إلى الخدمة

شارك القصة

تتعرض سيارات الإسعاف في لبنان للقصف الإسرائيلي بشكل متعمد - غيتي
تتعرض سيارات الإسعاف في لبنان للقصف الإسرائيلي بشكل متعمد - غيتي
مع تصعيد إسرائيل لهجماتها، يكثّف متطوعون المساعي لتأمين سيارة إسعاف ثالثة تمهيدًا لإرسالها الى شرق لبنان الذي يتعرض لغارات إسرائيلية كثيفة.

تتعرض سيارات إسعاف ساعد متطوع في الدفاع المدني اللبناني في شرائها للقصف الإسرائيلي، بعدما تمكن العام الماضي، من بدء جمع تبرعات لمراكز الدفاع المدني في جنوب لبنان خوفًا من أن تمتد الحرب على قطاع غزة إلى بلاده. 

وأمضى بشير نخال (29 عامًا) وهو مهندس كومبيوتر والمتطوع في الدفاع المدني اللبناني أيضًا، أشهرًا طويلة في التنسيق مع فرق الإنقاذ التي تفتقر للكثير من  المعدات، لمعرفة احتياجاتها.

رد الجميل للمجتمع

وأثمرت جهود نخال توفير حقائب إسعافات أولية وسواها من المواد الأساسية للمسعفين، وصولًا إلى تسليم سيارتي إسعاف هذا الشهر للدفاع المدني اللبناني، بعدما صعّدت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الفائت حملة القصف على مناطق مختلفة في لبنان وأدت تلك الغارات الإسرائيلية لاستشهاد قرابة 1600 شخص إضافة إلى إصابة أكثر من 4 آلاف آخرين.

ويقول نخال لوكالة فرانس برس: "رأيت ما يحدث في غزة، وشعرت أنه لا يمكن لنا ألا نكون مستعدين".

ويضيف: "هذه طريقتي في التعامل مع الحرب وأداء دوري، إنها إحدى الطرق لرد الجميل لمجتمعي".

وبعد أربعة أيام فقط من تسليم سيارة الإسعاف الأولي، أدّت غارة إسرائيلية على قرية دردغيا في جنوب لبنان في 9 من الشهر الجاري إلى تدميرها بالكامل.

وقد استشهد خمسة عناصر من الدفاع المدني في الغارة بينهم مدير المركز وابنه، على ما أعلن الدفاع المدني.

وكانت سيارة إسعاف ثانية قد وضعت في الخدمة للتو في النبطية مطلع الأسبوع، عندما استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية المدينة، طالت إحداها مقر البلدية، ما أسفر عن استشهاد 16 شخصًا وفق وزارة الصحة.

وبين الشهداء رئيس البلدية وعدد من فريق عمله. ونعى الدفاع المدني كذلك أحد عناصره، لكن سيارة الإسعاف لم تتضرر.

ولم يكن يتوقع نخال "أن تتعرض سيارات الإسعاف التي حصلنا عليها للاستهداف المباشر أو القصف"، موضحًا أن هدف مبادرته كان "سد الفجوة" في الاستجابة للأزمات في لبنان، بعدما تركت الأزمة الاقتصادية الخانقة المتمادية منذ خمس سنوات فرق الإنقاذ بدون معدات كافية.

ويوضح: "كنا نحاول رفع عدد سيارات الإسعاف إلى الحد الأدنى المطلوب".

سيارة إسعاف ثالثة

مع تصعيد إسرائيل لهجماتها، يكثّف نخال مساعيه لتأمين سيارة إسعاف ثالثة تمهيدًا لإرسالها الى شرق لبنان الذي يتعرض لغارات إسرائيلية كثيفة في الأيام الأخيرة.

وينسق نخال جهوده مع صديقه عمر عبود (30 عامًا) اللبناني المقيم في نيويورك، والذي تمكن من جمع 15 ألف دولار خلال يوم واحد لشراء سيارة الإسعاف الأولى، وعشرة آلاف دولار لشراء السيارة الثانية. وهو الآن بصدد جمع المال للسيارة الثالثة.

وقال عبود إن الهجمات على سيارات الإسعاف "هي مثال على الحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن إسرائيل تستهدف المستشفيات وسيارات الإسعاف دون محاسبة".

وأضاف قائلًا: "سواء كانت سيارات الإسعاف في الخدمة لمدة خمسة أيام أو خمس سنوات فهذا غير مهم بالنسبة لي. عندما تتعامل مع دمار ومعاناة بهذا الحجم، فإن إنقاذ حياة واحدة كاف".

ومنذ كثّفت إسرائيل حملتها الجوية في لبنان، مستهدفة معاقل حزب الله في جنوب البلاد وشرقها وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت، بات المسعفون وعناصر الإنقاذ عرضة للقصف أكثر وأكثر.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بعد هجوم دردغيا: "يتواصل الإبلاغ عن تقارير حول المزيد من الهجمات التي تستهدف سيارات الإسعاف ومراكز الإغاثة في لبنان".

ومنذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود قبل أكثر من عام، تخطى عدد الشهداء في صفوف المسعفين ورجال الإنقاذ عتبة 150 عنصرًا على الأقل، وفقًا لوزير الصحة اللبناني فراس الأبيض.

في مؤتمر صحافي الثلاثاء، أحصى الأبيض تضرر أكثر من 130 سيارة إسعاف في تلك الفترة.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني إصابة مسعفين تابعين له في غارة إسرائيلية الأحد وتضرر سيارات إسعاف، وذلك لدى وصولهم إلى موقع كان قد تعرّض لهجوم قبل وقت قصير في جنوب لبنان.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close