Skip to main content

أساليب "تشبه الحرب".. تنديد أممي باعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية

منذ 3 ساعات
تشتد اعتداءات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين مع حلول موسم قطف ثمار شجر الزيتون في أكتوبر من كل عام - غيتي

ندد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الجمعة، باستخدام إسرائيل أساليب "تشبه الحرب" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقال إن تسعة فلسطينيين قُتلوا هناك في أسبوع.

وعبر المكتب أيضًا عن قلقه إزاء هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وبساتين الزيتون في موسم الحصاد في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، قائلًا: إن "هذا يضر بشريان الحياة الاقتصادي لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية".

وبموازاة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشهد الضفة الغربية، بما فيها القدس، انتهاكات إسرائيلية يومية من الجيش والمستوطنين.

"أساليب تشبه الحرب"

وقال المتحدث باسم المكتب ينس لايركه في مؤتمر صحفي في جنيف: "القوات الإسرائيلية تستخدم أساليب فتاكة تشبه الحرب في الضفة الغربية، مما يثير مخاوف شديدة من الاستخدام المفرط للقوة ويفاقم الاحتياجات الإنسانية للناس".

وأضاف أن تسعة أشخاص، من بينهم طفل، قُتلوا في الفترة من الثامن إلى 14 أكتوبر الجاري. وذكر أن القوات الإسرائيلية اتهمت معظم الشهداء بالضلوع في مهاجمة إسرائيليين.

وأضاف أن عشرات من هجمات المستوطنين الإسرائيليين استهدفت الفلسطينيين أثناء موسم قطاف الزيتون هذا الشهر. ومضى لايركه يقول إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تلقى تقارير تفيد بمقتل امرأة فلسطينية أثناء قطف الزيتون في جنين.

وأردف: "من المثير للقلق بشدة، بصراحة، أنها ليست هجمات على الأشخاص فحسب، بل هجمات على بساتين الزيتون أيضًا"، مشيرًا إلى أن مئات من أشجار وشتلات الزيتون عبث بها أو قطعها أو سرقها مستوطنون إسرائيليون.

إصابة فلسطينيين باعتداءات إسرائيلية في الضفة الغربية

في غضون ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين الجمعة، نتيجة استنشاقهم غازا مسيلا للدموع، كما أصيبت متضامنة أجنبية وشاب جراء الاعتداء عليهما بالضرب في اعتداءات نفذها المستوطنون والجيش الإسرائيلي شمال وجنوب الضفة الغربية.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان أن طواقمها عالجت ميدانيًا "50 إصابة نتيجة استنشاق الغاز" خلال مواجهات شهدتها بلدة يتما جنوبي مدينة نابلس (شمال).

وأضافت أنها نقلت إلى المستشفى "إصابة لشاب (21 عامًا) نتيجة اعتداء عليه بالضرب من قبل الجيش (الإسرائيلي)".

استهدفت هجمات المستوطنين الفلسطينيين أثناء موسم قطاف الزيتون هذا الشهر - غيتي

وفي سياق متصل، قال أحمد صنوبر، رئيس بلدية قرية "يتما" بمحافظة نابلس: إن "أكثر من مئتي مستوطن هاجموا البلدة من ثلاث جهات، واستهدفوا قاطفي الزيتون في حقولهم".

وأضاف أن الهجوم جرى من الغرب والشمال وشمال الغرب، مع وجود جيش الاحتلال الذي لم يمنعه بل أطلق قنابل غاز تجاه المزارعين في محاول لإخراجهم من أراضيهم.

وأشار صنوبر إلى أن أهالي القرية تجمعوا لمواجهة المستوطنين ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش.

وجنوب شرقي نابلس، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" أن مستوطنين سرقوا قطيع أغنام.

وأضافت أن "مجموعة من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال هاجموا فتى خلال رعيه قطيعًا من الأغنام على مفترق قرية جوريش جنوب شرق نابلس، وسرقوا قطيع الأغنام منه، وتوجهوا إلى مستعمرة "مجدوليم" القريبة".

وتابعت أن "قوات الاحتلال احتجزت الفتى الذين كان يرعى الأغنام هناك".

إصابة متضامنة أجنبية

وفي جنوب الضفة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان منفصل: إن طواقمها نقلت إلى المستشفى متضامنة أجنبية (50 عامًا) أصيبت جراء الاعتداء عليها من قبل مستوطنين في مسافر يطا (جنوبي الخليل)، دون تفاصيل عن هويتها أو جنسيتها.

وبهذا الخصوص، قال جهاد نواجعة، رئيس مجلس محلي قرية سوسيا: إن "مستوطنًا اعتدى بالضرب مستخدمًا عصا على متضامنة أجنبية خلال مساعدتها للأهالي في قطف الزيتون".

وأضاف أن "ضرب المتضامنة جرى بوجود الجيش الإسرائيلي، الذي تعامل برفق مع المستوطنين خلال اعتدائهم".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقطعا مصورا للاعتداء على المتضامنة من قبل مستوطن ملثم بالضرب بوجود جنود من الجيش الإسرائيلي.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة "وفا" بأن الجيش الإسرائيلي اعتدى على متضامنة أجنبية كانت برفقة مزارعين فلسطينيين تعرضوا لهجوم من مستوطنين أثناء قطف الزيتون بقرية "سوسيا" بمسافر يطا جنوب الخليل.

وأوضحت أن "قوات الاحتلال اعتدت بالضرب بالعصي على متضامنة كانت متطوعة بقطف الزيتون مع فلسطينيين".

وأشارت الوكالة إلى أن المتضامنة رفضت نقلها بواسطة إسعاف إسرائيلي، ونقلت بآخر تابع للهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج بمستشفى أبو الحسين القاسم في بلدة "يطا".

وجنوب الضفة أيضًا، ذكرت "وفا" أن مستوطنًا هاجم مزارعين أثناء قيامهم بقطف الزيتون في أرضهم ببلدة الخضر جنوب بيت لحم، "وأجبرهم تحت تهديد السلاح على مغادرة أرضهم وعدم العودة إليها مرة أخرى وإلا سيتعرضون للاعتقال".

والخميس حذر نائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق من أن العنف المتزايد الذي يمارسه المستوطنون خلال موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية المحتلة يهدد أمن ومعيشة الفلسطينيين في المنطقة.

وأضاف أنه "تم توثيق 32 هجومًا شنه مستوطنون إسرائيليون منذ بداية الشهر" مشيرًا إلى إصابة "39 فلسطينًيا أثناء قطف الزيتون في هذه الهجمات، وتخريب نحو 600 شجرة وشتلة أو قطعها أو سرقتها".

وتشتد اعتداءات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين مع حلول موسم قطف ثمار شجر الزيتون في أكتوبر من كل عام.

المصادر:
وكالات
شارك القصة