وسط عرقلة إسرائيلية.. ما هي نتائج ومآلات مفاوضات الدوحة؟
بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُخاطب الكنيست، كان الآلاف من الإسرائيليين يتظاهرون داخل الكنيست وخارجها مطالبين بإبرام صفقة تُخرج الأسرى من غزة.
وبالتزامن مع هذا، يدور الحديث عن أنّ مفاوضات الدوحة ستستمر خلال الأيام المقبلة، لفحص إمكانية الدفع بصفقة تبادل الأسرى، بعد البحث في "مقترح جديد يتضمّن مقترحات سابقة ويأخذ في الاعتبار التطورات في المنطقة".
وقال نتنياهو من منصّة الكنيست، إنّ تل أبيب تبحث عن نصر ساحق يشمل إعادة الأسرى في غزة أحياءً وأموات.
وأمام الحديث عن النصر الساحق واليد الطولى، واستعراض العضلات والقوة، يُردّد نتنياهو أن استراتيجية تل أبيب "طويلة الأمد، وهي تدمير محور الشرّ وقطع أذرعه، ولا تنازل أبدًا عن تحقيق هذا الهدف المركزي".
ولوّح نتنياهو بتصعيد أكبر لا تكون في نهايته "حماس" أو "حزب الله" جزءًا من اليوم التالي للحرب على غزة.
ماذا عن المقترح المصري؟
وبين التصريحات عن مسار التفاوض في الدوحة وخطاب نتنياهو، يبرز مقترح مصري عن هدنة ليومين ووقف إطلاق النار في غزة، بهدف تبادل بعض الأسرى الإسرائيليين وبعض الأسرى الفلسطينيين، على أن يلي ذلك مسار تفاوضي يؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل.
ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن تسجيل صوتي لنتنياهو، قوله إنّه "سيقبل المقترح المصري لهدنة ليومين بشكل فوري، لكنّ المقترح لم يعرض علينا".
وأضاف نتنياهو أنّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تُطالب بأمور لا نستطيع الموافقة عليها من ضمنها إنهاء الحرب، مؤكدًا أنّه يبحث عن صفقات جزئية إذا كانت تتناسب مع مصالح إسرائيل.
ما هي مخرجات مفاوضات الدوحة؟ وما دلالات تصريحات نتنياهو عن الاتفاق والحرب؟ وما انعكاس ذلك على المشهد الميداني وخيارات المقاومة الفلسطينية؟
نتنياهو لا يُريد صفقة
في هذا الإطار، اعتبر الدكتور مهند مصطفى الباحث في "مركز مدى الكرمل" أنّ نتنياهو لا يريد صفقة أو اتفاقا لوقف إطلاق النار، من دون أي تفاوض على تصوّر سياسي لليوم التالي للحرب على غزة، "مقبول إسرائيليًا ويشمل المصالح الإسرائيلية".
وأضاف مصطفى في حديث إلى "التلفزيون العربي" من أم الفحم، أنّ تصوّر نتنياهو لليوم التالي للحرب على غزة يقوم على احتلال شمال غزة والسيطرة على محوري صلاح الدين ونتساريم، وحكم محلي منسجم مع المصالح الإسرائيلية من دون أي أفق سياسي.
وأكد أنّ تصوّر نتنياهو لليوم التالي للحرب على غزة غير قابل للتنفيذ، ومرفوض فلسطينيًا وعربيًا وأميركيًا.
خيارات "حماس" ليست واسعة برفض التفاوض
من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة لوسيل طارق حمود أنّ خيارات "حماس" ليست واسعة برفض عملية التفاوض.
وقال حمود في حديث إلى "التلفزيون العربي" من الدوحة، إنّ "حماس" تتجاوب بشكل إيجابي مع أي محاولات لتحريك المسار السياسي، لتتجنّب تحميلها مسؤولية فشل المسار السياسي.
وأضاف أنّ "حماس" تُدرك أنّ المسار الحالي غير جدي، وأنّ نتنياهو ليس جادا في تحقيق صفقة تبادل على الأقل قبل معرفة نتائج الانتخابات الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
"واشنطن جدية في دعم مقترحات الحل"
بدوره، رأى الباحث في مركز التقدّم الأميركي لورانس كورب أنّ الولايات المتحدة جدية للغاية في مطالبتها بوقف إطلاق النار في غزة، وتسعى لدفع نتنياهو للقبول بمقترح مصر للهدنة.
وأضاف لورنس في حديث إلى "التلفزيون العربي" من فرجينيا، أنّ واشنطن تدعم مقترحات دولة قطر وجمهورية مصر والمجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار والمضي قدمًا لإنهاء الحرب.
ورأى أنّ على واشنطن ممارسة نفوذها وسلطتها لإقناع نتنياهو بالقبول بمقترحات وقف إطلاق النار بغزة.