استشهد شخصان، وأصيب عدد آخر اليوم السبت إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا قرب مستشفى تبنين الحكومي بالنبطية جنوبي لبنان، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام التي كشفت أن أضرارًا كبيرة لحقت بمبنى المستشفى.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على لبنان، أسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه، فيما يرد حزب الله يوميًا بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات إسرائيلية.
وخلال سلسلة غارات جوية إسرائيلية على مدينة بنت جبيل، منتصف الليلة الماضية، استهدفت إحداها محيط مستشفى تبنين الحكومي الواقع في تبنين إحدى قرى قضاء بنت جبيل بالنبطية، ما تسبب بأضرار كبيرة في مبناه والأبنية المحيطة، وفق الوكالة اللبنانية.
شهداء وأضرار كبيرة بمستشفى تبنين في النبطية
وقالت الوكالة اللبنانية: إن "غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا قرب مستشفى تبنين الحكومي أسفرت عن استشهاد شخصين وإصابة عدد آخر".
وأشارت إلى أن عدة بلدات أخرى تابعة لقضاء بنت جبيل تعرضت لغارات جوية إسرائيلية، منها كونين والطيري وصربين وحاريص.
إلى ذلك، كشفت الوكالة الوطنية للإعلام اليوم السبت، عن أضرار كبيرة لحقت بمبنى مستشفى تبنين الحكومي بمحافظة النبطية جنوبي البلاد، إثر استهداف محيطه بغارة إسرائيلية.
وفي مدينة صور جنوبي لبنان، استهدفت غارات إسرائيلية استمرت منذ منتصف الليل حتى صباح اليوم، عددًا من المباني والشقق قرب مجمع الإمام الحسين، ما أدى إلى تدميرها كاملة وإصابة عدد من المواطنين، حسب ما أفادت به الوكالة الرسمية.
ولفتت الوكالة إلى أن "الطيران المعادي أغار أيضًا على بلدات يارون، ومارون، والحوش بالمنطقة الجنوبية التي تعيش بظلام دامس بعد تضرر شبكة الكهرباء".
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية محال تجارية في أطراف بلدة عين إبل التابعة لقضاء بنت جبيل.
ومن بين البلدات الجنوبية التي استهدفتها أيضًا الغارات الإسرائيلية، الشهابية، وباتولية، وشقرا، وجويا، وحانين، وعيتا الشعب، حسب المصدر نفسه.
وفجرًا، أطلقت قوات إسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات الناقورة، وجبل اللبونة، وعلما الشعب بقضاء صور.
وسلطت الوكالة الضوء على أن "الطيران الإسرائيلي الاستطلاعي والمسّير والحربي حلق بكثافة طوال الليل وحتى صباح اليوم فوق قرى صور وبنت جبيل، وأطلق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولًا حتى مشارف نهر الليطاني والساحل البحري".
وفي قضاء بعلبك شرقي لبنان، ارتفعت السبت حصيلة الغارات الإسرائيلية إلى 57 شهيدًا، وفق الوكالة ذاتها.
حزب الله يستهدف قاعدة غليلوت ومستوطنات شمال إسرائيل
من جهته، أعلن حزب الله أنه شن هجمات صاروخية استهدفت قبيل فجر السبت قاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية".
وفي إطار التحذير الذي وجّهه لعدد من مستوطنات شمال إسرائيل، أشار الحزب أنه استهدف مستوطنات: "بيريا (شمال مدينة صفد) وبار يوحاي (الصفصاف)، ويسود هامعلاه، ودلتون، وشاعل بصلية صاروخية".
وأوضح أن هذا الاستهداف يأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه".
والأسبوع الماضي، أنذر حزب الله "سكان 25 مستوطنة" في شمال إسرائيل بالإخلاء فورًا، معتبرًا أن مستوطناتهم باتت "أهدافًا عسكرية مشروعة" له لاستخدام الجيش الإسرائيلي لها في الهجوم على لبنان.
وقال الحزب في بيان حينها: "مستوطناتكم تحولت إلى مكان انتشار واستقرار لقوات العدو العسكرية التي تُهاجم لبنان. وبفعل ذلك، أصبحت أهدافا عسكرية مشروعة لقواتنا الجوية والصاروخية".
طائرة مسيرة من لبنان تصيب مصنعًا شمال إسرائيل
وفي الأثناء، أصابت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان، السبت، مصنعًا بمنطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل، بعدما فشلت مروحيات ومقاتلات إسرائيلية في اعتراضها على مدى نحو 40 دقيقة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه عبر منصة إكس: "بعد الإنذارات من تسلل طائرات معادية التي تم تفعيلها قبل فترة قصيرة، تم تحديد عدة أهداف جوية مشبوهة انطلقت من لبنان، ونجح سلاح الجو في اعتراض هدف واحد، وتم تحديد عمليات سقوط في المنطقة".
وأضاف الجيش: "خلال الحدث، قامت القوات الجوية بعدة محاولات اعتراض، وتم تفعيل التحذيرات من إطلاق صواريخ بسبب الخوف من سقوط شظايا صواريخ الاعتراض".
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن 3-4 طائرات مسيرة تسللت من لبنان إلى الشمال.
وأضافت: "بعد أكثر من نصف ساعة من دوي صفارات الإنذار أعلنت قيادة الجبهة الداخلية (تابعة للجيش الإسرائيلي) أن الحادث قد انتهى".
وذلك بعد دخول 3-4 طائرات من لبنان تم اعتراض إحداها، وجرى الإبلاغ عن عدد من عمليات السقوط، إحداها أصابت مصنعًا في منطقة أخزيف بالجليل الغربي، وفق الإذاعة.
ولم تكشف إذاعة الجيش عن مكان سقوط المسيرات الأخرى، لكنها قالت قبل ذلك بوقت قصير إن إحدى المسيرات رُصدت وهي تحلق فوق قاعدة "رمات ديفيد" الجوية جنوب شرق حيفا.
دوي صفارات الإنذار لنحو 40 دقيقة
من جانبها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم": إن" سقوط المسيرة على المصنع في منطقة أخزيف، لم يسفر عن وقوع إصابات".
وبثت منصات إسرائيلية على تلغرام صورًا لضرر كبير لحق بالمصنع، الذي لم يتم الكشف عن اسمه.
وعلى مدى نحو 40 دقيقة دوت صفارات الإنذار في عشرات المستوطنات شمال إسرائيل بما في ذلك عكا وحيفا وخليج حيفا ونهاريا للتحذير من تسلل طائرات مسيرة.
في غضون ذلك، ادعت هيئة البث العبرية الرسمية، أن الجيش الإسرائيلي يقترب من إنهاء المرحلة المكثفة للغزو البري في لبنان وإعادة الانتشار على خلفية المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.
وقالت الهيئة في تقرير مساء الجمعة، نقلًا عن مصادر بالجيش الإسرائيلي: "بعد شهر على بدء المناورة البرية، يقترب الجيش الإسرائيلي من إنهاء المرحلة المكثفة منها جنوب لبنان وفقًا لخطط الجيش والقيادة الشمالية".
وأضافت أنه تم "تسريح الآلاف من جنود الجيش الإسرائيلي النظاميين والاحتياط لإعادة إنعاش أنفسهم".
وأشارت إلى أن "الجيش بدأ التخطيط لإعادة انتشار القوات على الحدود اللبنانية، على خلفية محادثات وقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية برعاية الولايات المتحدة مع الحكومة اللبنانية".
ونقلت الهيئة عن مصادر في الجيش ادعاءها أن "المناورة البرية، التي دخلت مراحلها النهائية، حققت إنجازات مهمة".
وزعمت المصادر أن العملية البرية أسفرت عن "كشف العديد من البنى التحتية لقوات حزب الله في القرى الشيعية القريبة من الحدود، فوق الأرض وتحتها، والعثور على العديد من الأسلحة، إضافة إلى أسر عناصر من الحزب الذين يوفرون معلومات استخبارية تساعد في المستقبل".