يسود الغضب منذ يوم أمس، في صفوف شريحة واسعة من الجماهير البرازيلية لكرة القدم، بعدما قرر نادي فلومينينسي المنافس في دوري الدرجة الأولى للدوري، يوم السبت فسخ عقد مدافعه التاريخي، ولاعب ريال مدريد السابق مارسيلو بالتراضي، وفق ما أعلن في بيان.
لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق على أرضية الملعب خلال المباراة الأخيرة للفريق، حيث دخل مارسيلو في خلاف مع المدرب مانو مينيزيس في التعادل 2-2 مع غريميو يوم الجمعة على ملعب ماراكانا.
وكان مارسيلو يستعد للمشاركة، قبل أن يقرر مينيزيس عدم الدفع به، بعدما رد المدرب على شيء ما قاله المدافع البرازيلي، وأمره بالعودة إلى مقاعد البدلاء.
وقال مينيزيس في مؤتمر صحفي بعد المباراة: "كنت سأدفع بمارسيلو في تلك اللحظة، لكنني سمعت شيئًا لم يعجبني لذا عدلت عن رأيي" دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل.
إلا أن قرار المدرب إدخال أحد أفضل الأظهرة اليساريين بالعالم، في الدقائق الأخيرة بدا وكأنه أثار استياء اللاعب البالغ 36 عامًا، وبرر المدرب ذلك بالقول: "لم يكن يدخل لحل أي مشكلة لنا، بل كان سيشارك ليحافظ على ما كنا نملكه (في نتيجة المباراة). كان هناك دقيقتين أو ثلاث على النهاية فقط".
وكان فلومينينسي متقدمًا بنتيجة 2-1 في ذلك الوقت، لكن غريميو سجل هدف التعادل من ركلة جزاء قبل صافرة النهاية بقليل.
ماذا قال مارسيلو؟
مارسيلو الذي بدأ مسيرته في فرق الشباب في نادي فلومينينسي، قبل الانتقال إلى ريال مدريد في عام 2007، وعاد إلى النادي البرازيلي في عام 2023 بعد فترة قصيرة قضاها مع فريق أولمبياكوس اليوناني، لم يعلق على القرار، لكن الحادثة التي شهدت دفع المدرب للاعب، أثارت ضجة كبيرة في عالم كرة القدم.
وتركت تلك الحادثة، الجماهير في حالة من الصدمة، حيث كان مارسيلو قد عاد مؤخرًا إلى ناديه السابق بنوايا نبيلة، تهدف إلى مساعدة الفريق في الفوز بكأس ليبرتادوريس. ومع ذلك، فإن الأسباب وراء مغادرته بدأت تتضح تدريجيًا، كما أفادت تقارير صحيفة آس "الإسبانية".
وفقًا لغلوبو سبورت، فإنه خلال محادثة متوترة على هامش المباراة قبل دخول اللاعب اللحظات الأخيرة من المباراة، واجه مارسيلو مدربه قائلاً: "أنت تتقرب مني لتبدو جيدًا أمام الجماهير." وفي رد غير متوقع، قرر المدرب إعادة اللاعب إلى دكة البدلاء.
لكن عدة وسائل إعلام برازيلية بررت تصرف المدرب، حيث أوضح الإعلامي في شبكة ESPN الرياضية رافائيل ماركيس، الوضع قائلًا: "تحدثت مع أشخاص يعملون يوميًا في فلومينينسي، وكانت رواياتهم عن سلوك مارسيلو صادمة. كان يكن عدم احترام تجاه الطاقم، وخاض صراعات مستمرة مع لاعبين آخرين".
"سيبقى اسمي"
وبعد إعلان إنهاء عقده، استخدم الظهير التاريخي للبرازيل وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة كلمات مؤثرة، حيث قال في منشور على حساباته الرسمية: "لقد عشت فصلًا رائعًا في هذا النادي. قبل حوالي عامين، عدت إلى هنا، وفي شعور بارتباط عميق مع فلومينينسي. ومعًا، حققنا لحظات لا تُنسى، مثل الانتصار التاريخي الأول للنادي في كأس ليبرتادوريس. وسيبقى اسمي في ملعب ماراكانا المحدث، حيث يتدرب اللاعبون الشباب يوميًا".
وأضاف مارسيليو: "أشكر زوجتي وأبنائي على وجودهم دائمًا وعلى تضحياتهم من أجلي. أفتخر بما حققناه معًا وأشكر كل من جعل هذه الفترة فريدة، خاصة الرئيس والطاقم وزملائي في الفريق. كما أشكر جماهير فلومينينسي على دعمهم. سيظل النادي دائمًا في قلبي. الحقيقة، مثل الشمس، ستشرق دائمًا".
وقد حصد منشور اللاعب السابق لريال مدريد على اهتمام كبير على إنستغرام، حيث أظهر لاعبو كرة القدم البارزون الآخرون، مثل لوكا مودريتش، وجورجينيو دعمهم له. وترك الكرواتي تعليقًا قال فيه: "أنت الأفضل"، مع رمز قلب.