تدخل انتخابات رئاسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة يومها الأخير اليوم الإثنين مع سعي حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترمب (78 عامًا) والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس (60 عامًا) لحشد المؤيدين للمشاركة في العملية الانتخابية في منافسة يصورها كل منهما على أنها لحظة وجودية للأمة.
واختارت هاريس جامعة هاورد لتقضي فيها المرشحة الرئاسية الديمقراطية ليلة الانتخابات يوم غد الثلاثاء.
"هارفرد السوداء"
جامعة هاورد هي مؤسسة رئيسية لتعليم الطلاب السود في الولايات المتحدة التحقت بها هاريس في ثمانينيات القرن الماضي.
وتحتل جامعة هاورد الملقبة بـ"هارفرد السوداء" ومقرها في العاصمة واشنطن، مكانة أساسية في مسيرة نائبة الرئيس الأميركي. وغالبًا ما تزورها منذ تخرجها عام 1986.
وقالت هاريس من هذه الجامعة عام 2019 عندما كانت مرشحة للانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي عام 2020: "إن جامعة هاورد من أهم جوانب حياتي". وأضافت: "هنا بدأ كل شيء".
وبالتالي فإن وجود هاريس التي قد تنتخب أول رئيسة سوداء للبلاد، الثلاثاء في هذه الجامعة، يحمل الكثير من الرموز.
والناخبون منقسمون إلى نصفين، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الساكن الجديد للبيت الأبيض. وتقارب المنافسة يعني أن الأمر قد يستغرق أيامًا لمعرفة من الفائز.
وتظهر استطلاعات الرأي احتدام السباق، إذ تتلقى هاريس نائبة الرئيس جو بايدن دعمًا قويًا من النساء، بينما يحظى الرئيس السابق ترمب بالتأييد بين الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية، ولا سيما الرجال منهم.
جامعة هاورد الأكثر شهرة
وأسس الكونغرس الأميركي جامعة هاورد الخاصة عام 1867، بعد وقت قصير من نهاية الحرب الأهلية التي أنهت العبودية في كل أنحاء البلاد.
وتحمل الجامعة اسم أوليفر هاورد، وهو جنرال شمالي انخرط إلى حد كبير في تنظيم تعليم العبيد السابقين.
ومنذ تأسيسها، باتت جامعة هاورد الأكثر شهرة بين مئة مؤسسة معروفة تاريخيًا بكونها جامعات للسود، وباتت تستقبل غالبية كبيرة من الطلاب السود ومن أقليات أخرى.
وتضم جامعة هاورد حوالي 11 ألف طالب، ومبانيَ ضخمة من الطوب الأحمر والأعمدة البيضاء، تنتشر حول حديقة مركزية كبيرة، وفقًا لتقاليد بناء الجامعات الأميركية.
وقصدت هاريس هذا المكان في منتصف أغسطس/ آب لتتابع تدريبًا استعدادًا لمناظرتها ضد دونالد ترمب.
وقالت هاريس لبعض الطلاب: "في يوم من الأيام قد تصبحون مرشحين لرئاسة الولايات المتحدة".
شخصيات تخرجت من الجامعة
وخرّجت جامعة هاورد شخصيات عظيمة، مثل الكاتبة والحائزة على جائزة نوبل توني موريسون، وثورغود مارشال المحامي الكبير لحركة الحقوق المدنية في خمسينيات القرن الماضي الذي بات أول أميركي من أصل إفريقي يتم تعيينه في المحكمة العليا.
وألهم هذا الرجل كامالا هاريس التي قررت أن تتخصص في مجال المحاماة في جامعة هاورد على غراره، بدءًا من عام 1982.
وخلال فترة دراستها في الجامعة، انتسبت هاريس إلى ناد للنقاش، وشاركت في احتجاجات ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، كما شاركت في احتلال أحد مباني الحرم الجامعي أثناء حركة طلابية.
وانضمت هاريس أيضًا إلى جمعية نسائية هي "ألفا كابا ألفا" Alpha Kappa Alpha التي تأسست عام 1908 في هاورد، وتضم عشرات آلاف النساء السود من كل أنحاء البلاد، وتشكل شبكة اعتمدت عليها المرشحة الديمقراطية في حملتها الانتخابية.