قتل عشرة مدنيين في هجوم نُسب لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في وسط السودان، على ما أفادت اليوم الثلاثاء لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديموقراطية.
واشتدت المواجهات أخيرًا في السودان بين طرفي النزاع الجيش وقوات الدعم السريع في ولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة، حيث قتل 23 مدنيًا خلال يومين.
وأفادت لجنة مقاومة مدني بأنّ "قوات الدعم السريع قتلت مساء الإثنين 10 مدنيين في قرية البربوراب على بعد نحو 85 كيلومترًا شمال شرق ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة.
وجاء ذلك غداة مقتل 13 شخصًا بالرصاص في هجوم، نسب أيضًا إلى قوات الدعم السريع في بلدة الهلالية بشرق ولاية الجزيرة على بعد 70 كيلومترًا شمال ود مدني.
وكانت هذه الولاية الخاضعة للجيش شهدت الشهر الماضي مقتل 200 شخص على الأقل، ونزوح 135 ألفًا بحسب الأمم المتحدة.
ضحايا ونزوح
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوشوا)، يوم أمس الإثنين، في بيان عن "نزوح حوالى 135,400 شخص (27,081 أسرة) من مناطق مختلفة بولاية الجزيرة إثر موجة من العنف المسلح، والهجمات على أكثر من 30 قرية، وبلدة في أجزاء من الولاية منذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول".
ورغم تعرض ولاية الجزيرة لحملة نهب عنيفة منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع عليها في ديسمبر/ كانون الأول، فإن انشقاق قائد هذه القوات في الولاية أدى إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية من القوات نفسها.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضًا رئيس مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقًا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمدًا ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
ولا يلوح في الأفق حلّ لهذا النزاع الدامي، حيث سبق لطرفي النزاع أن أجريا جولات من المباحثات في مدينة جدة السعودية تمّ الاتفاق خلالها على السماح بدخول المساعدات، من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.