آثار لبنان بخطر.. نداء عاجل من 100 نائب واليونيسكو تستجيب
تجتمع لجنة "اليونسكو" في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي لمناقشة "تعزيز الحماية المؤقتة" للمواقع الأثرية اللبنانية المهددة بحملة القصف الإسرائيلي على البلاد، وفق ما أعلنت الخميس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
وقالت المنظمة لوكالة فرانس برس: "بناء على طلب السلطات اللبنانية، تعقد في 18 نوفمبر جلسة طارئة للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حال اندلاع نزاع مسلح" في مقر المنظمة في باريس، لافتة إلى أن الاجتماع سينظر في أمر 34 موقعًا ثقافيًا.
ومنذ أكثر من شهر، تشن إسرائيل عدوانًا على لبنان أسفر حتى مساء الأربعاء عن 3 آلاف و50 شهيدًا و13 ألفًا و658 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق للبيانات الرسمية اللبنانية.
مناشدة لحماية المواقع التاريخية في لبنان
وفي وقت سابق الخميس، وجه أكثر من مئة نائب لبناني نداء عاجلًا إلى "اليونسكو" من أجل حماية المواقع التاريخية من الغارات الإسرائيلية، لا سيما في جنوب البلاد وشرقها.
وأورد النواب في رسالة وقعتها غالبية الكتل في البرلمان موجهة إلى المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي: "نناشدكم ونلفت انتباهكم إلى ضرورة ملحة: حماية المواقع التاريخية في لبنان، لا سيما في بعلبك وصور وصيدا وغيرها من المعالم الثمينة التي تواجه خطرًا كبيرًا نتيجة تصاعد الفظائع"، مع استهداف إسرائيل مؤخرًا محيط مواقع تاريخية أبرزها قلعة بعلبك (شرق).
ودعا النواب أزولاي إلى "إعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية هذه المواقع التاريخية، من خلال تعبئة سلطة اليونسكو، وتأمين الانتباه الدولي، والدعوة لاتخاذ التدابير الحمائية كافة".
كما حذروا في رسالتهم من أنّ "تدمير هذه المعالم، إن حدث، لن يكون مجرد خسارة للبنان، بل ضربة مأسوية للتراث العالمي".
ويضم لبنان ستة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بما فيها آثار رومانية في مدينتي بعلبك وصور.
وقبل أيام، حذّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت من الخطر الذي تشكّله الحرب على مواقع أثرية ولا سيما في المدينتَين.
وكتبت على منصة إكس: "تواجه مدن فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ خطرًا شديدًا قد يؤدي إلى تدميرها".
غارات إسرائيلية على بعلبك ومحيطها
والأربعاء، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات طالت مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان، ما أسفر عن استشهاد 40 شخصًا على الأقل، غالبيتهم في المدينة.
وأفاد محافظ المنطقة بشير خضر عبر منصة إكس، عن غارة "هي الأقرب على قلعة بعلبك"، مشيرًا إلى سقوط "صاروخ داخل موقف السيارات" التابع للموقع الأثري.
من جانبه، قال رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل الخميس لفرانس برس: إنّ الاستهداف طال مبنى المنشية الأثري الذي يتوسط قلعة بعلبك وفندق بالميرا الذائع الصيت، والذي لحقت به أضرار.
وفي صور، استهدفت غارات إسرائيلية مواقع قريبة من آثار رومانية قديمة.
والشهر الماضي، قالت منظمة اليونسكو: إنها "تتابع عن كثب تأثير الصراع المستمر على موقع التراث العالمي في صور" باستخدام أدوات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلّم سفراء الدول الخمس الكبرى الإثنين رسالة حذّر فيها من أنّ "الهجمات على مدن مثل بعلبك وصور، أدت إلى نزوح قرى بأكملها وتهديد مواقع تراثية وثقافية لا تقدر بثمن".
ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار لوقف العنف العبثي وحماية التراث الثقافي لبلادنا، بما في ذلك المواقع الأثرية القديمة في بعلبك وصور"، مطالبًا "مجلس الأمن باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية هذه الكنوز التاريخية التي لا تشكل جزءًا من هويتنا الوطنية فحسب، بل إنها تحمل أيضًا أهمية باعتبارها معالم تاريخية عالمية".