أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الخميس، أنّه اختار رئيسة حملته الانتخابية سوزي وايلز لشغل منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، في أول تعيين رئيسي يقدِم عليه بعد فوزه بالانتخابات هذا الأسبوع.
وقال الملياردير الجمهوري في بيان: "لقد ساعدتني سوزي ويلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي"، مضيفًا أنّ ويلز "ستواصل العمل بلا كلل لجعل أميركا عظيمة مجدّدًا"، في إشارة إلى الشعار الشهير لحملته الانتخابية.
أول امرأة تتولى منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض
وذكّر الرئيس المنتخب بأنّ هذه السيدة الستّينية ستكون أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولّى هذا المنصب المرموق، معتبرًا إياه "شرفًا استحقّته عن جدارة".
ومنصب كبير موظفي البيت الأبيض يعتبر في الولايات المتحدة المركز الأكثر إستراتيجية في السلطة التنفيذية وهو يعادل في دول أخرى منصب رئيس ديوان الرئاسة أو رئيس الديوان الملكي.
من جانبها، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الجمعة، أن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي المنتخب لن يعود إلى البيت الأبيض ضمن الإدارة الجديدة.
وقالت الصحيفة نقلًا عن أشخاص مطلعين: إن كوشنر قد يقدم المشورة بشأن سياسة الشرق الأوسط.
ويُرجّح أن تؤدي شخصيات مثيرة للجدل أدوارًا رئيسية في إدارة ترمب المقبلة، على غرار إيلون ماسك وروبرت إف كينيدي جونيور.
ويمكن للرئيس المقبل أن يكلّف روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل والمرشح المستقل السابق الذي أصبح حليفًا له، تولي مسؤوليات في قطاع الصحة العامة.
ويُعرف كينيدي بانتقاده التطعيم، وأكد الخميس عبر شبكة "إن بي سي" أنه "لن يمنع اللقاحات عن الناس" لكنه رأى أن الأميركيين يجب أن يكونوا قادرين على "اتخاذ القرار بشكل فردي".
وشهدت ولاية ترمب الأولى توالي عدد كبير من الأشخاص على مناصب الوزراء والمستشارين، مع عدم تردّده في إقالة من يخالفونه الرأي.
ويتوقّع أيضًا أن يؤدّي ماسك دورًا في إدارته بعدما ساهم بنشاط في حملته الانتخابية. ويُحتمل أن يعهد الرئيس المنتخب بمهمة إعادة تنظيم الإدارة الفدرالية إلى ماسك، أغنى رجل في العالم وأحد أشدّ الداعين لتقليص دور الحكومة بشكل كبير. وأمام ترمب 74 يومًا لاختيار فريقه الحكومي.
بايدن يتعهد بـ"انتقال سلمي ومنظم" للسلطة
وأحدث الفوز الكاسح لترمب صدمة في الولايات المتحدة تردد صداها في مختلف أنحاء العالم. وعبّر ملايين الأميركيين عن فرحتهم، لكنّ ملايين آخرين يشعرون بقلق إزاء التحول الذي قد تشهده رئاسة جديدة لترمب نحو خطاب اليمين المتطرف.
وبينما غادر وسط الفوضى في يناير/ كانون الثاني 2021، حقق ترمب عودة لافتة عبر إقناع الغالبية بأنه يتفهم المخاوف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للحياة اليومية.
وتلقّى الرئيس المنتخب التهنئة من عدد من الرؤساء والقادة الذين لم ينتظر بعضهم حتى إعلان فوزه رسميًا حتى يهنّئوه.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تعهد في خطاب مقتضب بتأمين انتقال "سلمي ومنظم" للسلطة إلى ألدّ خصومه السياسيين، سلفه الجمهوري دونالد ترمب الذي تمثّل عودته للبيت الأبيض إذلالًا للرئيس الديمقراطي.
ويحمّل المعسكر الديمقراطي الرئيس العنيد الجزء الأكبر من المسؤولية عن العودة المظفّرة لسلفه إلى البيت الأبيض لأنّه أصرّ على المضي بترشّحه الميؤوس منه ولم يُصغ إلى الأصوات التي طالبته بالانسحاب من السباق إلا في يوليو/ تموز، أي قبل بضعة أشهر من الانتخابات، حين سلّم لنائبته بطاقة الترشّح عن الحزب الديمقراطي.
وما يزيد الطين بلّة بالنسبة إلى الرئيس المنتهية ولايته أنّه سيسلّم مفاتيح البيت الأبيض إلى شخص لطالما صوّره على أنّه خطر على الولايات المتحدة ونظامها الديمقراطي.
ودعا بايدن الرئيس المنتخب لزيارة البيت الأبيض في موعد لم يحدّد، وذلك للتحضير لتولّي الإدارة المقبلة مقاليد السلطة.
والخميس، قال فريق ترمب: إنّ الرئيس المنتخب "ينتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء". ولم يعترف الرئيس السابق قط بهزيمته أمام بايدن في 2020 وقاطع حفل تنصيبه.
كما تعهّدت نائبة الرئيس كامالا هاريس "المساعدة" في عملية انتقال السلطة إلى الإدارة المقبلة.
أمّا الملياردير البالغ 78 عاما والذي تعرّض خلال الحملة الانتخابية لمحاولتَي اغتيال ووجّهت إليه أربع لوائح اتهام وأدين جنائيًا ومدنيًا، فدعا إلى "وحدة البلاد".
وقال الناطق باسم حملة ترمب ستيفن شونغ: إنّ "ترمب شكر نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتّفقا على أهمية توحيد البلاد".