أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، أن هناك حاجة لمزيد من المساعدات وتسريع وصولها في هذا البلد الذي يشهد حربًا مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك من خلال تنفيذ ممرات إنسانية وفترات توقف للقتال.
وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة أن بيرييلو اجتمع مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقيادات من منظمات إغاثة ومن الحكومة ومن القبائل.
وجاء في البيان أن المبعوث الأميركي قدم عددًا من المقترحات وافق عليها رئيس مجلس السيادة.
وقال بيرييلو لوكالة "رويترز" عقب الموافقة على القيام برحلات جوية إلى ولاية جنوب كردفان التي تعاني من الجوع، وتمديد الجيش السوداني السماح باستخدام معبر أدري الحدودي إلى دارفور: "نحن سعداء بتحقيق بعض التقدم ولكننا بحاجة إلى رؤية المزيد".
وسافر توم بيرييلو الذي عين في منصبه في فبراير/ شباط الماضي إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهي العاصمة الفعلية للحكومة التي يقودها الجيش.
وهذه أول زيارة لمسؤول أميركي كبير إلى السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 وإخلاء السفارة الأميركية.
وتسببت الحرب في انتشار الجوع والمرض في شتى أنحاء البلاد. ويُتهم الجانبان بعرقلة وصول المساعدات، إذ يُعتقد أن قوات الدعم السريع تقوم بأعمال نهب وأن الجيش يضع عراقيل بيروقراطية.
وقال بيرييلو إن المقترحات التي تشمل ممرات إنسانية وفترات توقف للقتال طُرحت على البرهان وآخرين.
مساعدات منقذة للحياة
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الفائت وافق مجلس السيادة على القيام برحلات جوية إلى كادقلي لتقديم المساعدة لمناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان حيث يعاني الناس من الجوع مع عدم وصول المساعدات، وذلك من خلال اتفاق مع حكومة جنوب السودان.
وقال بيرييلو: "أعتقد أنه إذا تمكنا من رؤية نفس الموقف إزاء القدرة على الحصول على ممرات إلى مناطق مثل الخرطوم وأم درمان والجزيرة والفاشر وسنار، فسنتمكن من توصيل كثير من المساعدات المنقذة للحياة لبعض السودانيين الأكثر بؤسًا".
وأضاف: "نحن مستمرون في التواصل النشط مع قيادة قوات الدعم السريع بشأن المفاوضات المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وتحقيق السلام".
لكن في كلمة له اليوم الثلاثاء أبدى البرهان شكوكًا بشأن سرعة التقدم.
وقال البرهان: "رؤيتنا واضحة لكل من يريد مساعدتنا، يجب أن تتوقف الحرب أولًا ويجب على المتمردين مغادرة المناطق التي احتلوها".
وأضاف أنه "بمجرد عودة الحياة المدنية، يمكن أن تعود الإغاثة وتكون متاحة لجميع السودانيين".
ولم تنجح حتى الآن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للوصول بالجيش وقوات الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات.
وقبل أيام أظهر تقرير جديد أصدره باحثون في بريطانيا والسودان أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفًا قتلوا في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرًا من الحرب في السودان مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي أعلى بكثير مما سجل من قبل.